حصادو نوبل

TT

مع فوز محمد البرادعي بجائزة «نوبل» للسلام، تكون مصر قد حصدت هذه المرتبة العالمية اربع مرات: مرتين في العمل من اجل السلم، الاقليمي والعالمي، ومرة في العلم، ومرة في الأدب. وكانت «نوبل» السلام الأولى قد اعطيت للرئيس انور السادات، الذي في مثل هذه الايام من 1973 حقق عملية العبور عسكرياً ثم حقق سياسياً الجلاء الكلي عن كل ارض مصرية. وكنت اتوقع ان يعطى محمود عباس «نوبل» هذا العام، بعد جلاء اسرائيل عن غزة في عهده، كما اعطي ياسر عرفات الجائزة بعد العودة الى غزة والضفة.

ولكن هذه المرحلة هي مرحلة الصراع النووي مع ايران. وقد اعطي عربي مسلم جائزة العمل ضد التسلح النووي فيما تصرّ طهران على تطوير المفاعل النووي في بوشهر. وليس الهدف السياسي من ذلك خافياً او غامضاً. لكن هذا لا يقلل من اهمية البرادعي في ذاته، وفي أدائه. وهو ثاني مصري يأتي من الدبلوماسية الوطنية الى الدبلوماسية العالمية، بعد بطرس بطرس غالي. على ان الصفة الكونية للجائزة في تجليها الأوسع، تظل في نوبل نجيب محفوظ. ففي العلوم هناك علماء كثيرون وهناك ابحاث كثيرة. وفي السياسة هناك سياسيون كثيرون ذوو شجاعة خلقية ونوايا حسنة. لكن نجيب محفوظ تحوّل بعد نوبل من ظاهرة عربية ومصرية الى ظاهرة عالمية. ولم تعد في أوروبا وأميركا والقارات مكتبة رئيسية خالية من كتبه. وصدرت دراسات كثيرة وكتب نقدية عدة عن اعماله ومرحلته وصورة مصر في رواياته. ويتوجه عمل البرادعي او علم احمد زويل الى الخاصة جداً من الناس، فيما اصبحت اعمال محفوظ في متناول العالمين، وطبعات «كتب الجيب» بكل اللغات.

وفي عددها امس سألت «النهار» ادباء من حول العالم العربي من يرشحون لنوبل الادب هذا العام من خمسة عرب: الطاهر بن جلون، آسيا جبار، ادونيس، محمود درويش، والشاعر اللبناني صلاح ستيتيه. غير ان «النهار» فاتها ان ثلاثة من هؤلاء يكتبون بالفرنسية: جبار، بن جلون، ستيتيه. وفي هذه الحال لماذا استبعدت من الترشيح امين معلوف؟

وقد طرحت «النهار» السؤال على 300 كاتب من 16 بلداً، فضّل 200 منهم الاعتذار بسبب العلاقات الشخصية. اما المائة الذين شاركوا فاختار 44 محمود درويش و20 ادونيس و16 لا يرشحون احداً و9 يرشحون بن جلون و7 آسيا الجبار و4 صلاح ستيتيه.

لا ندري، حتى اللحظة، من ترشح لجنة نوبل نفسها.