هون عليك.. اضحك أسبوعاً!

TT

كلنا يضحك لسبب ولغير سبب.. معظمنا إذا أراد أن يضحك ابتسم، وبعضنا إذا أراد أن يبتسم قهقه، وكلنا نخفف التوترات التي نئن تحتها بأن نضحك، والضحك هو عاصفة تطرد السحب القاتمة أو تدفعها إلى أعلى فتبرد وتتساقط مطراً، والإنسان وبعض الحيوانات تضحك أيضاً، أو تبدو كذلك، فكما أن البكاء غريزة فالضحك أيضاً.

وكما أن الأطباء ينصحونك بالتفريج عن نفسك بالتنزه والتغيير والتنقل من مكان إلى مكان ومن انسان إلى انسان، فهم أيضاً ينصحون بالضحك وعليك أنت أن تختار الذي يضحك ويخفف عنك.

عندك الشاشات من كل لون وحجم والسينما والمسرح وجلسات الفرفشة، والفيلسوف الفرنسي برجسون يتساءل عن الذي يجعل الانسان يضحك، فوجد أن من بين الأسباب: المفاجأة غير المنطقية، مثلاً كأن تمشي في الشارع وفجأة تجد الذي يمشي أمامك قد سقط دون سبب واضح، أو كأن ينهض من مقعده فيمسك به مسمار في البنطلون، وعلى الرغم منك تضحك، مع أن الموقف لا يبعث على ذلك، وكل أفلام شارلي شابلن الصامتة تعتمد على هذه القاعدة النفسية.

أحد علماء النفس الإنجليز يريدك أن تذهب إلى أبعد من ذلك، ويتساءل: ولماذا لا نجعل الضحك أسبوعاً من كل سنة، ففي الأسبوع تفرغ كل شحنتك من الهم والغم، ويقول: لا تضع قاعدة أو برنامجاً، وإنما تقرر بوضوح واقتناع كما كان يفعل الشعراء في الجاهلية: اليوم خمر وغداً أمر، فإذا جاء الغد وجدت هذه العبارة تتحدث عن الغد، وهكذا فالغد لن يجيء، ولكن لا بد أن نجعله يجيء بعد أسبوع، فلا تضايق نفسك بأي شيء وإنما حاول أن تبتسم.

لقد حدثنا الأديب المصري ابراهيم عبد القادر المازني أنه جلس إلى عدد من الأصحاب يقامرون، وهو لا يفهم ماذا يفعلون، فرسم على وجهه ابتسامة، فسرها أحد اللاعبين أنه كشفه وفضحه وعرف أنه يغش في اللعب، فما كان منه إلا أن سحبه إلى جانب وقال له: اعمل ايه، كلهم لصوص يا سيدي، فأنا يا سارق يا مسروق فقررت أن أكون سارقاً!

والرجل لا يعرف أن المازني يبتسم وأنه يخفي بذلك جهله بهذه اللعبة، وفي نفس الوقت يقاوم الضحك والملل في متابعة ما لا يفهم، وهي أيضاً قاعدة هامة في الضحك وهي أنه حتى إذا لم تكن تفهم فعليك أن تتظاهر بذلك.

حاول لا يوماً وانما أسبوعاً، وقد بدأت أنا هذا الأسبوع بكتابة هذا المقال والضحك علينا نحن الاثنين!