توضيح حاد

TT

مزاد خيري أقيم في مدينة جدة بالسعودية، كان الغرض منه عرض بعض القطع القديمة للكعبة المشرفة والغرفة المشرفة، التي تحوي ضريح رسول الله عليه الصلاة والسلام، وذلك لأجل غرض خيري بحت. ونشرت الصحف مجموعة اعلانات تخبر عن الحدث، مبينة نماذج من المعروضات المتوقعة، وبعد ذلك بدأ جدل غريب على الصفحات.

فأولا أعلن أن المسؤولين عن المزاد قرروا بعد رأي بعض المشايخ، أن المعروضات لا يجب أن تعرض في مزاد، ولكن فقط تباع، وبعد ذلك صدر تصريح بسحب قطعة معروضة وموصوفة بأنها غطاء للضريح النبوي الشريف، وجاء هذا السحب مرفقا برأي ديني يحذر من احتمال ممارسة تصرفات شركية نتيجة الاعتقاد بالتبرك بهذه القطعة، وبعد ذلك صدر بيان من المؤسسة الرسمية المعنية بشؤون الحرمين الشريفين يوضح بأسلوب حاد للغاية، ويحذر أنه لا توجد قطع توصف بأنها غطاء لضريح الرسول صلوات الله وسلامه عليه، ويصف من يدعي وجود ذلك بالنصب والاحتيال.

وبطبيعة الحال ليس المجال بحث التبرك أو الشرك أو وجود غطاء للضريح من عدمه، ولكن المقصود هنا هو البيان الصادر من ادارة معنية بأهم موقعين في العالم الاسلامي.

السعودية عرفت تقليديا بالخطاب المتزن. هناك دول كثيرة لديها آثار اسلامية عامة ونبوية تحديدا، فهل سيتم نعتهم هم أيضا بالنصابين والمحتالين؟

التوجه العام في النهج والخطاب السعودي، يركز على قيم التسامح والأهم على مبدأ احسان الظن. بالرغم من تضارب الاقاويل وتعدد الآراء الذي صاحب المزاد الخيري وأدى الى الغاء فقرة مهمة فيه والى ضجة مصاحبة أثرت على فعالية المزاد ونتائجه. بدلا من كل هذا الضجيج أو ليس الاولى ببلد الحرمين الشريفين أن يكون بها متحف لائق لهذه القطع التاريخية كاحتفائية وكتقدير لحضارة اسلامية يفتخر بها الجميع. ولعل هكذا مشروعا يكون أمرا تعنى به الهيئة العليا للسياحة لتقدم بطرحه نموذجا حضاريا يحتذى به. السعودية دولة محورية وقلب العالم الاسلامي، وكل كلمة تصدر منها تراقب وتحلل أكثر من مرة.