أحلام عن أحلام تفرق

TT

روى جابر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، انه قال: «إن في الليل ساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرا من خير الدنيا والآخرة إلاّ أعطاه إياه، وذلك كل ليلة».

فعلى المرأة أن توقظ زوجها للتهجد، وان أبى فعليها أن تنضح في وجهه الماء، كما أن على الرجل أن يوقظ زوجته، فإن أبت أو تكاسلت فعليه أن يسكب الماء البارد على وجهها.

رغم أنني سمعت أن احد الرجال قد كسر أنف زوجته عندما لطمها لأنها نضحت الماء على وجهه وهو نائم، وهذا الرجل ليس بمقياس.

وقال مالك بن دينار: سهوت ليلة عن وردي ونمت، فإذا أنا في النوم بجارية كأحسن ما يكون، في يدها رقعة، فقالت أتحسن أن تقرأها؟!، فقلت: نعم فدفعت لي الرقعة وإذا فيها:

أألهتك اللذائذ والأماني

عن البيض الأوانس في الجنان

تعيش مخلدا لا موت فيها

وتلهو في الجنان مع الحسان

تنبه منامك إن خيرا

من النوم التهجد بالقرآن

ولا اعلم كيف استطاع أن يحفظ هذه الأبيات وهو في الحلم، وأنا يتلاشى الحلم عندي كله بمجرد أن افتح عيني ـ يا سبحان الله ـ

كما أنني قرأت لأزهر بن المغيث ـ وكان من القوامين ـ قال: رأيت في المنام امرأة لا تشبه نساء أهل الدنيا، فقلت لها: من أنت؟!، فقالت: حوراء، فقلت: زوجيني من نفسك، فقالت: اخطبني إلى سيدي وامهرني، فقلت: وما مهرك؟!، قالت: طول التهجد.

ولو قدر لي شخصيا أن احلم بامرأة (لا تشبه نساء الدنيا) فهناك احتمال مؤكد أنني سوف ارتاع، لأنني ما زلت مقتنعا أن مواصفات نساء الدنيا تخلع الألباب - لا كلهن طبعا ولكن الصفوة منهن ـ، أما إذا انتقلنا إلى الدار الآخرة فكل المؤمنين إن شاء الله يأملون بالحور العين اللاتي ليس لهن مثيل.

ولكن الله اكبر، لننظر ونتأمل مدى ما تفعله (العقول الباطنة) لهؤلاء الأخيار، من أصحاب الليل المتهجدين، كم هي صدورهم ممتلئة بالصلاح والتقوى، لأنهم حتى وبعد أن يغلبهم النوم في غرف نومهم تأتيهم الأحلام بطيوف (الحور) ليوقظوهم.. فيا ليتني اكتسبت من (تبتلهم) ذاك نصفه أو ربعه أو حتى (عشر معشاره)، لأنني مع الأسف، وأقولها وأنا في شدة الخجل: إذا ما راحت عليّ نومة، تنطمس جميع الأحلام في رأسي، وإذا أتت أحياناً عرضاً، فإنها تأتي على شكل الوجوه القبيحة التي اعرفها، وأفلام الرعب والإثارة التي سبق لي وان شاهدتها.

إذن لا بد وان اخضع (للتشييك) والفحص الكامل لنفسي.

[email protected]