وأخيرا تحدث الرجل .. فماذا سنفعل?

TT

ينتظر البيت الابيض بقلق بالغ احتمال إدانة واحد او اكثر من مسؤوليه بسبب تهم جنائية، إلا ان ادارة بوش تتمتع بحصانة من المحاكمة على اكبر مخالفة لها وهي عجزها العميق والمأساوي.

تناول لورانس وليكارسون، وهو كولونيل متقاعد في الجيش الاميركي، كان قد عمل مديرا لموظفي وزير الخارجية الاميركي السابق كولن باول، غرور إدارة ابوش وعجزها في حديث يعتبر صريحا ومباشرة بمقاييس واشنطن.

قال ويلكارسون، الذي كان يتحدث الاسبوع الماضي، ان ثمة كارثة في العراق وفي كوريا الشمالية وإيران. ومضى قائلا انه فيما يتعلق بالأزمات الداخلية مثل كاترينا وريتا، فإن أداء الولايات المتحدة لم يكن ايجابيا في أي شيء لفترة طويلة، وانه اذا كانت هناك خطورة حقيقية، مثل خطر نووي على احدى المدن الاميركية او انتشار وباء رئيسي، فسيشهد الاميركيون مستوى عجز من جانب إدارة بوش يعود بهم الى سنوات «إعلان الاستقلال».

لا شك ان التحقيق حول كارل روف وسكوتر ليبي يعتبر القصة الأكثر إثارة في واشنطن حاليا. إلا ان القصة التي تترتب عليها آثار ونتائج اكثر تأثيرا هي العجز والخلل الذي يعتري الإدارة الاميركية الحالية. ويقول ويلكارسون ان هناك قنبلة متسائلا: ما هي الكارثة المقبلة؟ او الفكرة الطائشة التالية من جانب إدارة بوش؟

يقول متناولا قضية الأمن القومي: «ما رأيته خلال فترة الأربع سنوات ونصف السنة هو تحالف بين نائب رئيس الولايات المتحدة، ريتشارد تشيني، ووزير الدفاع رامسفيلد في قضايا مهمة وحاسمة وتتخذ قرارات لا يعرف الجهاز الاداري انها اتخذت، وانه عندما يحين الوقت لتطبيقها، فإنها تقدم بطريقة غير واضحة وغريبة بحيث لا تستطيع البيروقراطية، عادة، معرفة ما تفعله وهي تتجه لتنفيذها».

وحين يجيء السؤال: وأين كان الرئيس؟ يقول ويلكارسون: «يوجد ذلك النوع من الزمالة بين وزير الدفاع ونائب الرئيس، فيما هناك الرئيس الذي لا يتمتع بخبرة في العلاقات الدولية وغير مهتم بها».

وواحد من نتائج هذا الاختلال، كما لاحظت في مرات كثيرة، هو العرض الذي لا ينتهي من الرجال والنساء الموتى او المصابين العائدين لأميركا من الحرب في العراق، وهي حرب شنتها الادارة بغباء ولكنها لا تعرف الان كيف تكسبها او تنهيها.

وانتقد ويلكارسون بصفة خاصة، السرية المبالغة التي تحيط بالعديد من القرارات الاكثر اهمية لإدارة بوش، وبشعوره بأن السياسة العامة تركز الكثير من السلطات في يد مجموعة صغيرة من الاشخاص، فيما من المفروض ان تتسم الحكومات الأميركية بالشفافية وضرورة تعرض صانعي القرار السياسي الي عملية الرقابة والتوازن كمبدأ أساس.

وفي الوقت الذي «لم يتم فيه تقييم القرار بدخول الحرب»، ذكر ويلكارسون لمستمعيه انه في اطار الظروف الحالية «لا يمكن ترك العراق باعتبار أنه لا يمكننا ذلك». وبالنسبة له اذا ما انسحبت القوات الاميركية بسرعة فسينتهي الامر بعودة أميركا الى الشرق الاوسط بخمسة ملايين رجل وامرأة مسلحين». خلال عقد من الزمن.

وبالرغم من ذلك فقد صدم ويلكارسون بالطريقة التي جري بها شن الحرب وإدارتها، وشعر بالغضب تجاه قضايا الاساءة للمعتقلين. وقال انه خلال 10 سنوات عندما يتم فحص هذه القضية من كل جوانبها، سنشعر بالخجل بما سمحنا بوقوعه».

وقال إنه تعرض لضغوط لعدم ابداء وجهة نظره، ولكنه يشعر بأنه كمواطن لهذه الجمهورية العظيمة، يجب عليه القيام بما قام به، لأنه وإذا لم يتم أي شيء بخصوص الوضع الحالي، فالأمر سيزداد خطورة عما هو عليه. ذلك حديثه وهو واضح، فماذا نقول؟

* خدمة «نيويورك تايمز»