بعض الجزر الجميلة أسماؤها ليست كذلك: جزيرة كابري ومعناها جزيرة الماعز.. إما لكثرة الماعز، وإما لأن الطرق الجبلية ضيقة لا يقوى على السير فيها إلا الماعز.. وجزر كناريا ومعناها جزر الكلاب.. لكثرة الكلاب أو لقسوة الحياة فيها، عندما اكتشفت في القرن السابع عشر.. ثم جزر جالاباجونس، وهي إحدى المحميات الطبيعية، ومعناها جزر السلاحف.. لأن فيها سلاحف ضخمة نادرة. والى هذه الجزر جاء العالم الكبير دارون وامضى فيها أسبوعين. هذان الأسبوعان غيرا تاريخ الإنسانية والحيوانية. وكانت ملاحظاته العبقرية، التي جاءت في كتابه الشهير «اصل الأنواع».
وجزر المالديف يقال إن معانيها: ذيبة المحل ـ كما قال ابن بطوطة ـ ويقال جزر الأسماك.
وقد رأيتها لأول مرة سنة 1959 وكان من المفروض أن أسافر إليها اليوم بدعوة من صديقي الرئيس عبد القيوم. ولأسباب خاصة لن أتمكن من السفر إليها إلا عند نهاية العام. وفي سنة 1959 ذهبت الي جزيرة سري لانكا «سيلان» أو سرنديب، وهو اسمها القديم، لكي اعرف ماذا حدث وماذا فعل الزعماء المصريون بقيادة احمد عرابي باشا في عشرين عاما في هذا المنفي. وكيف أن عرابي باشا كان يعلم اللغة العربية والقرآن الكريم، وكيف انه جعلهم يرتدون الطربوش. وهو الذي نقل إليهم أنواعا من الأطعمة المصرية: الكعك والبسكويت والكنافة والقطايف.. وقد أرسلت صحيفة «التايمس» الي عرابي باشا مندوبها ليسأله: هل حرام أن يتعلم الإنجليزية ؟ قال: لا.. ثم سأله: هل حرام أن يكشف طبيب مسيحي على زوجاتك فقال: لا.. رجل متحرر مستنير..
ومن الضروري أن اقرر اليوم أو غدا الي أين سوف أسافر: الي جزيرة الماعز أو جزيرة الكلاب!