الموت.. في حفلة زفاف!!

TT

هذه الرسالة القذرة التي أرسلت الى حفلة عرس في العاصمة الأردنية لتحصد أرواح الضحايا بطريقة بشعة هي واحدة من الرسائل التي تستحق ان تقرأ بعناية وبدقة وبروح أخلاقية، وخاصة في العاصمة الأردنية التي هي مستهدفة مثل كل عاصمة عربية!!

انها درس يقول ان القتل هو القتل بغض النظر عن مرتكبيه، وان الضحايا بشر بغض النظر عن جنسياتهم، وان الذي قتل الفرح في حفلة عرس في الاردن، هو الذي يقتل كل يوم ضحايا أبرياء في العراق، وهو الذي قتل الضحايا الأبرياء في الرياض والقاهرة وصنعاء وكل المدن العربية. وان ادانة هذا الارهاب والحرب عليه هي واجب أخلاقي وديني وإنساني، وان التصفيق والتأييد للقتلة تحت حجة المقاومة العراقية هو جريمة ترتكب في حق الإنسانية وفي حق الأبرياء، وان الذي نقرأه في صحف أردنية، وعلى لسان أحزاب قومجية وإسلامية في الأردن دفاعا عن العنف الأسود في العراق يجب ان يتوقف، وان قطع العلائق وإعلان الإدانة الصريحة لكل الإرهاب ولكل القتل هو واجبنا جميعا بغض النظر عن انتماءاتنا الأيديولوجية والسياسية والدينية. فالإنسان مستهدف، والطفولة مستهدفة، والفرح مستهدف، وكل ما هو جميل في حياتنا مستهدف!

أي عمل عظيم ضد الصهيونية والإمبريالية والاحتلال ان يزرع المجانين او ان يفجر المجانين هذه الكمية من المتفجرات لتقتل أبرياء تجمعوا ليحتفلوا بحفلة زفاف، وأية استهانة بالبشر وبالإنسان وبالقيم ان يمارس احد القتل في حفلة فرح بريئة!!

نحاول الا نقرأ الأخبار، نحاول ان نخفي عن أطفالنا هذه الصور المأساوية للحادث، نحاول الا نصدق ان شخصا مسلما او حتى كافرا يمكن ان يرتكب جريمة بهذا الحجم ضد الناس الأبرياء، ضد حفلة زفاف، ضد الزهور التي تملأ قاعة الاحتفال، ضد الأطفال الذين جاءوا بكامل زينتهم للاحتفال!!

ما يحدث هو جريمة تعجز اللغة عن تصويرها. نرجوكم توقفوا عن الاحتفال بالتفجيرات، والاحتفال بالقتل في أي مكان، فالإنسان اخو الإنسان.