حدثان لم ينالا حقهما في التغطية

TT

نطل على هذا الأسبوع ونحن نتأمل احداثه التي لن تنتهي بنهاية الاسبوع، بل قد يكون لها تأثير مباشر على المستقبل، وتعيد كتابة تاريخ دول وشعوب. ومن أبرز أحداث الأسبوع بجدارة كان زلزال شارون ضد حزبه الليكود، وتولي سيدة منصب المستشار في ألمانيا رسميا. والحدثان دوليان بالطبع، لكن لهما صلة بالمنطقة بشكل أو آخر، وتغطيتهما لها ما يبررها.

والصحيفة لم تقم بتغطية هذين الحدثين بالشكل المتوقع منها. ففي ما يختص بتشكيل حزب ثالث في اسرائيل، وخروج ارييل شارون من تكتل الليكود، لم تقل الصحيفة لقرائها ما الذي يترتب عليه مثل هذا العمل، على مستوى الفلسطينيين، او حتى في الحياة السياسية الاسرائيلية، بل وفي المنطقة كلها. صحيح أن عنوان الصحيفة الرئيسي «البلدوزر يفتت حزب الليكود»، كان لافتا ولخص كل شيء، الا ان التغطية الشاملة لم تشرح ولم تفسر. فقد طغى عمل الوكالات على عمل الصحيفة الخاص بها من قبل مراسليها، بل إنني أستطيع أن أقول إن «الشرق الأوسط» تخلفت عن نفسها، ولم تقدم التغطية الوافية، المعهودة عنها دائما في الأحداث الكبرى. والأمر نفسه انعكس على قسم الرأي في الصحيفة، إذ لم تكن هناك تعليقات مباشرة من كتاب يشرحون الخبر ويحللونه ويقرأونه.

الحدث الآخر كان تقلد انجيلا ميركل منصب المستشار في المانيا، كأول امرأة في هذا المنصب، فقد اقتصرت تغطية الصحيفة على نقل ما أوردته وكالات الأنباء، وفي مساحة مختصرة، على غير عادة «الشرق الأوسط» في تغطية الاحداث التاريخية أو الكبرى، أو ذات الأثر المباشر. ولم تعتمد الصحيفة على مراسليها في تغطية مثل هذا الحدث، علماً بأن لديها مراسلا في ألمانيا سبق له أن تناول هذا الموضوع، خلال تغطية الانتخابات الألمانية، ولا يدري المرء هل أن سبب غياب التغطية هذه المرة، هو أن المراسل غاب عن التغطية أم المحرر في قسم الأخبار لم يهتم بالطلب من المراسل لكي يقوم بارسال مادة متميزة.

ونحن عندما نتحدث عن إفراد المساحات في تغطية الاحداث فليس المقصود فقط عدد الكلمات أو الصفحات، وإنما التناغم المؤمل بين الخبر والتحليل والتقرير والرأي، كل في موقعه المناسب في صفحات الجريدة. ودائما أفضل التغطيات تكون في ما يعده فريق الصحيفة الميداني او اقسام البحث المتوفرة للصحيفة، فقارئ «الشرق الأوسط» تعوّد على توفر معلومات كثيفة متنوعة، ليتسنى له فهم خلفيات الاخبار بشكل كبير، وما سوف يترتب عليها مستقبلا. ومن الصعب عليه أن يفتح صحيفته متوقعا التغطية الشاملة المعتادة للأحداث الكبيرة، ليفأجأ بمواد غير وافية وباعتماد غير مبرر على الوكالات بدلاً من المراسلين. وأملي أن تكون هذه هنة بسيطة من فريق تحرير «الشرق الأوسط»، الذي اعتدنا منه التألق في الأحداث الكبيرة، وألا يصبح الأمر ظاهرة مقلقة.