معارض كتب للتخلف !!

TT

في الكويت مذبحة ثقافية يتعرض لها معرض الكتاب السنوي، وهي مذبحة أصبحت تحدث في العديد من العواصم العربية حيث تسلط على خلق الله نفر من المتطرفين والأصوليين بتشجيع أو صمت بعض الحكومات وبدأوا يصادرون الكتب ويوزعون تهم الخيانة والإلحاد على من يشاءون.

تصور أن رقيبا شبه أمي من وزارة الأوقاف أو الإعلام يعطي الحق بمصادرة كتب لمفكرين محترمين، ويستطيع اهانة الناشرين والتشهير بهم. وهذه القوى المتطرفة تحارب كل فكر آخر، وخاصة فكر الإصلاح الديني، فهي تريد أن تستمر في فرض رؤيتها وفهمها الخاص بالدين على بقية خلق الله، وتريد أن تمنع الناس من قراءة كل ما يختلف مع الأطروحات الحزبية للجماعات الأصولية.

معارض الكتاب أصبحت موقعا للتخلف بدلا من ان تكون منارة للتقدم والوعي، وأصبح السوق مفتوحا للكتب الدينية المتطرفة، ونشر الشعوذة والسحر وقراءة الكف والفنجان في ظل استسلام للحكومات أمام تطرف المتطرفين وزعيق الزاعقين.

التخريب وصل إلى كتب الأطفال حيث يتم نشر الشعوذة والخرافة، ومحاربة الفكر الوسطي والمنفتح والعلمي بين صفوف الأطفال والناشئة، ومحاولة ابعادهم عن تطورات العلم الحديث وثورة المعلومات وتلقينهم رؤية حزبية خاصة بالمتزمتين، وقراءة مزيفة للتاريخ، وجعلهم ضحية للصدفة والحظ في ظل غياب الفكر العقلي والعلمي والمنطقي.

القوى المتطرفة والحكومات التي تداهنها وتصمت عنها يدفعون الناس دفعا للفكر الممنوع بما فيه الفكر المتطرف بالاتجاه الآخر، حيث الاستخفاف بعقائد الناس ونشر الفكر الاباحي، وهذا ربما يفسر الانتشار الكبير للمواقع العربية الإلحادية والإباحية التي يقبل عليها الشباب.

معارض الكتب أصبحت لتخريب عقول الناس ونشر الشعوذة والتخلف، بعد أن كانت فرصة للثقافة وعاملا من عوامل التنمية.

ش