شكراً لمن وقف معنا وانتصر للعراق

TT

في الامس وقف غالبية من اعضاء الجمعية الوطنية، التي هي بمثابة البرلمان العراقي، موقفا مشرفا ومبدئيا من قضية رفع الحصانة عن عضو من اعضائها لم يقترف ذنبا سوى انه خدم قضية بلده وشعبه بروح وطنية وشعور عربي اصيل منذ الثمانينات من القرن الماضي وحتى اليوم وما يزال.

اقول بكل فخر واعتزاز ان هذا العضو هو انا. نعم انا الماثل بين ايدي شعبي العزيز الذين يعرفون تاريخي وتاريخ عشيرتي ومواقفي الصلبة ضد اعداء العراق وضد من اراد ان ينال من عراقة العراق وعروبة هذا البلد العظيم وتاريخه المشرف.

في الامس هناك، وهم قلة ومشخصون، من طالب في الجمعية الوطنية برفع الحصانة عني من غير ان تتوفر بين ايديهم اية اسباب سوى الاحقاد والكراهية للمنجز الوطني الذي قمت به مع مجموعة من اخوتي في الحكومة المؤقتة التي قادها بكل روح مقدامة واخلاص للعراق الاخ الدكتور أياد علاوي، السياسي المحنك ورجل الدولة المجرب.

ولان اتهامات هذا البعض الصغير والمشخص من قبلنا والذي لا اريد ان ادخل معهم في مهاترات رخيصة لم نتعودها .

هذه الاتهامات لم تستند الا الى الشائعات والاكاذيب فقد راحت ادراج الرياح ووقف ضدها الشرفاء من اخوتي اعضاء الجمعية واحالوا المقترح الى سلة المهملات.

ما يزيدني فخرا ان من وقف الى جانب الحق، الى جانب ضميره والى جانب النبل في اخلاقه وشهامته ومصداقيته ينتمون الى عدة ائتلافات واتجاهات سياسية، بالدرجة الاولى هم اعضاء التحالف الكردستاني الذين اخذوا من الاخ المناضل مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان العراق النبل وسمو الاخلاق والصدق ومناصرة الحق الذين رفضوا اصلا مناقشة المقترح الذي لا يستند الى اية مسوغات قانونية، ثم اعضاء القائمة العراقية الذين انتهجوا طريق الدكتور اياد علاوي في شجاعة الموقف والاصرار عليه من اجل عراق موحد وقوي ومبدئي، عراق مؤسساتي حقيقي، والاخوة في القائمة العراقية الموحدة الذين تسلحوا بمبادئ آل البيت من نسل الشجرة العلوية الشريفة مستنيرين باخلاقيات السيد عبد العزيز الحكيم الذي سقت قوافل الشهداء من عائلته ارض عراقنا العظيم فوقفوا الى جانب اخلاقياتهم وناصروا الحق رافضين مقترح رفع الحصانة عن عراقي قدم حياته رهنا للعراق. كما فوت الاخوة من المنتمين وانصار التيار الصدري على المتصيدين في الماء العكر فرصة تفوقهم على قيم الصدق، فشكرا لهم.

لقد عبر العراقيون عن انتمائهم لذواتهم المخلصة، واخص هنا ايضا شيوخ العشائر العراقية التي عقدت ثلاثة مؤتمرات واجتماعات في انحاء مختلفة من العراق دفاعا عن براءة ابنهم الذي دافع عن قيم العشيرة العراقية واصولها.

لقد وقف، ايضا، بالامس القريب مع قضيتي وبوجه الاتهامات الرخيصة والمجانية الاف من المحامين العراقيين متطوعين للدفاع عني لايمانهم بنظافة يدي وضميري من تهمة فساد اداري، كما عبر العراقيون عن مناصرتهم لي عندما ظهرت نتائج استطلاع اجرته مؤسسة بريطانية محايدة ولا اعرفها، وقوف غالبيتهم معي واختياري كابرز سياسي عراقي وما عرفت ذلك الا من خلال قراءتي لصحيفة «الشرق الأوسط» التي نشرت الخبر قبل فترة ليست طويلة، هذا بخلاف المئات من الرسائل التي تصلني على موقع حركتنا الوطنية «برلمان القوى الوطنية العراقية» الذي يحمل عنوان «الوطنية» من عراقيين يعيشون داخل الوطن او ممن يتوزعون على خرائط العالم، معلنين عن مناصرتهم لي وايمانهم بصدقيتي وبراءتي من تهم يعرف الجميع اسبابها وهي وقوفي بوجه التوسع الايراني داخل العراق، هذا التوسع الذي اتشرف باني كنت اول من قرع ناقوس مخاطره بينما يتحدث اليوم غالبية السياسيين والعراقيين الشرفاء عن مخاطره وضرورة الوقوف بوجهه.

عندما صعدنا، نحن القلة، من العراقيين المنفيين متطوعين، في مركب السيد عبد المجيد الخوئي ودخلنا العراق وهو ما يزال يرضخ تحت سيطرة نظام صدام حسين لنساعد اخوتنا في الداخل مضحين بكل ما عندنا في رحلة العودة الصعبة الى الوطن، تلك الرحلة التي دون تفاصيلها على صفحات «الشرق الاوسط» الاخ معد فياض الذي رافقنا في متاعب وهموم الرحلة حتى الرمق الاخير من حياة الخوئي والشاب ماهر الياسري والسيد حيدر الرفيعي، اقول عندما ركبنا هذه الرحلة كنا قد وضعنا نصب اعيننا التضحية بارواحنا كثمن بسيط لخدمة بلدنا وشعبنا. لم نعد بحثا عن ترف العيش الذي تنازلنا عنه في بلاد الغرب، ولا طمعا في اموال، فانا، واسمحوا لي ان اقول انا، شيخ عشيرة عرفت على امتداد الفرات الاوسط وحتى الديوانية بكرمها، والذين يعرفون الشيوخ الحقيقيين لعشائر العراق يدركون اننا ما عرفنا سوى ان نعطي، تماما مثل ارضنا المعطاءة من غير ان نعرف كيف نأخذ ولم نترب على ان نأخذ سوى حقوقنا.

كلنا نفهم معنى المعارك الانتخابية، تلك المعارك التي تكون اسلحتها الحقائق والاخلاق النبيلة وليست التهم الرخيصة. وفي بريطانيا، بلد التقاليد العريقة والحقوق وسيادة القوانين لا يطلق احدهم اية تهمة ما لم يكن مسلحا بالحقائق والا فسوف تكون ساحات المحاكم والقضاء ميدانا لصراعه الذي اذا خسره فسيخسر حريته واسمه وتاريخه.

لكننا في العراق وللاسف تعودنا في معاركنا اطلاق التهم التي لا تستند الا الى الاكاذيب الرخيصة، ولو كان العراق اليوم يتوفر على دولة مؤسسات والسيادة للقوانين وليست للميليشيات المسلحة والمدعومة من خارج حدود البلد لكانت ساحة القضاء العراقي الذي عرف بنزاهته هي الميدان الحقيقي للنزاعات ولانتصر هذا القضاء السامي لحقوق الابرياء والشرفاء من العراقيين.

هذه مناسبة لدعوة جميع الاخوة من رؤساء قوائم ومرشحين لان يخطوا نحو امل الفوز بمقاعد برلمانية لاتباع السبل الصحيحة التي تعبر عن اخلاقيات الفرسان الحقيقيين في النزاعات والتحديات الشريفة بدلا من اللجوء الى الرخيص من الاتهامات والانجرار باتجاه الطرق التي تنحدر الى الهاوية. من يريد ان يحقق الكثير لشعبه ووطنه في ظل هذه الظروف الصعبة عليه ان يرتقي بالقيم السامية ويتحلى بالصدق والايمان بالله وبالوطن والشعب.

اننا ما حصلنا على هذه المنزلة الا بالتضحيات واجتياز الصعاب لنحقق عبر قائمتنا 511 الكثير لشعبنا من غير وعود رنانة لا نستطيع تحقيقها، ومن المؤكد اننا سنكون صفا واحدا مع القوى الوطنية الليبرالية التي يقودها الاخ الدكتور علاوي ويدا واحدة مع اخوتنا الاكراد الذين فتحوا امام المعارضة العراقية ابوابهم في احلك الظروف التي مر بها شعبنا تحت نير الاضطهاد الصدامي. وسنسعى الى تمتين علاقاتنا باشقائنا العرب في السعودية والامارات وسائر دول الخليج التي وقفت مع محنة شعبنا ومع اشقائنا في مصر العربية والمغرب العربي ومع عالمنا الاسلامي المناصر لقضايانا الحرة الكريمة.

* وزير الدفاع العراقي السابق