ما هي مهمة الصحافي؟

TT

ما أن انفض المؤتمر الصحافي الذي أقيم للشاهد المقنع حسام حسام، أو هسام، حيث لم تحسم هذه الصحيفة موقفها من الإسم بعد، وان كانت سمته «حلاق بيروت»، وقد نقلته بعض الفضائيات العربية، حتى هاتفت نائب رئيس تحرير الصحيفة وسألته: هل تابعت المؤتمر حياً على التلفزيون؟ إجابته كانت: لا! وأضاف: للتو كان رئيس التحرير يحدثني عنه وهو يشتاط غضبا !

ما الذي حدث؟

مراسل الصحيفة في دمشق أعطي الفرصة في أن يكون ثاني صحافي يسأل الشاهد المقنع، وكان سؤاله «قل لنا من واجهت من الساسة اللبنانيين أو العرب أو الأجانب في المونتيفيردي؟» انتهى السؤال وانطلقت العاصفة ضد الساسة اللبنانيين والمحقق الدولي إلى اليوم!

من الوهلة الأولى بدا لي السؤال وكأنه مثل الأسئلة التي يقول عنها المحامون إنها «موجهة» بحيث تقود الشاهد لقول أشياء معينة، كما أن السائل لم يتبع سؤاله بآخر، على الأقل، لكي يستوضح موقف الشاهد المقنع، بل إن سؤال مراسل الصحيفة منحه الفرصة ليعلن ما يريد إعلانه، أو هكذا بدا للمتابع المتخصص.

سألت رئيس التحرير عن ذلك الموقف وكان رده أن عددا ممن شاهدوا السؤال على التلفزيون من الزملاء أبدوا ملاحظات، ودار حول الموضوع جدل لم ينته بعد. هذا ما قاله رئيس التحرير الذي امتنع عن التجاوب معي أكثر في هذه القضية قائلا: إننا نسعى دائما للاستفادة من أية أخطاء أو ملاحظات لتطوير العمل وتحسين الأداء وتطوير المعايير المهنية.

وبدوري أقول إنه بشكل عام، وبعيداً عن هذا المؤتمر الصحافي المذكور، من الواجب على الصحيفة، أية صحيفة، أن تكون لها سياسة واضحة حيال تمثيلها، واستخدام اسمها، سواء كان ذلك في مؤتمرات صحافية أو حتى في كتابة مقالات في مواقع أخرى من قبل العاملين فيها. المتابع العادي لا يميز أحيانا، وهو غير مطالب بذلك، بين موقف الصحيفة وموقف العاملين بها. ومن واجب الصحافي أن يعرف أن المؤسسة الصحافية دائما أهم من الصحافي، أيا كان، وحتى رئيس التحرير. هذه القضية لم تنته، ولكنني اكتفي بهذا الحد الآن.

على صعيد التميز الذي تحققه الصحيفة، برزت القصة التي كشفت ما دار في جلسة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وكاتب الصحيفة الدكتور مأمون فندي، وكاتب آخر من صحيفة «الحياة» هو جهاد الخازن. كان تعامل الصحيفة مع القصة مهنياً ولافتاً. أيضا سلسلة مذكرات رئيس الوزراء العراقي السابق أياد علاوي تعد اضافة جيد ومهمة خصوصاً أنها شهادة عن مرحلة مهمة في تاريخ العراق يرويها رجل شارك وما يزال في صنع الأحداث. من ناحية أخرى كان من المؤمل أن تفرد الصحيفة مساحة اكبر لانتخابات مدينة جدة في طبعاتها الدولية، وعلى موقع «الشرق الأوسط» على الانترنت، مثلما فعلت في طبعات الخليجٍ.