متابعة ...

TT

حدث تفاعل جيد مع مقالي الأخير المعنون «القصة الكاملة لم ترو بعد» المتعلق بانضمام المملكة العربية السعودية لمنظمة التجارة العالمية، ذلك الحدث المهم واللافت، والذي لا يزال يلقى الحفاوة والتغطية الاعلامية في مختلف الوسائل الاعلامية، ولعل إحدى أهم النقاط التي تم تداولها هي كيف ان المفاوضات السعودية الناجحة تمكنت من تحويل «المنظمة» من فزاعة مرعبة، تستخدم كوسيلة تهديد وتخويف، الى التعامل مع المناسبة كـ«فرصة»، وبالتالي تهيأت وسائل النجاح وتذليل العقبات لانجاز ذلك. وخلال حديث تبادلته مع بعض المهتمين بالشأن الاقتصادي، كان الحوار يدور كما هي العادة، عن الفوائد التي قد تجنى والتحديات الموضوعية امام المجتمع الاقتصادي، ولفت نظري احدهم للدور المهم الذي قامت بأدائه وزارة المالية من جهة، ومؤسسة النقد العربي السعودي من جهة أخرى، خلال فصول مباحثات الانضمام، وكيف انه تمكن من تقديم المشورة المطلوبة والجهد المنشود في سبيل انجاح المجهود الجماعي، الذي كان يقوم به الفريق المتفاوض باسم البلاد. وقد كان مهماً تسليط الضوء على بعض التفاصيل المغيبة من جهود الجهات والوزارات أيا كانت، سواء أكانت في الحقائب الاقتصادية والمالية والإدارية أم غيرها، والمجهود الذي قدم لتغطية الجوانب المالية والنقدية في المباحثات في الجوانب الخاصة بوزارة المالية ومؤسسة النقد العربي السعودي، وهو مجهود لافت، وبالتالي من الواجب الاشارة اليه، وهو يؤكد ان هناك بالفعل جهودا كبيرة لأطراف عديدة قامت بالمساهمة بشكل أو بآخر لإبراز المشاكل وتقديم الحلول والاقدام على تنفيذها، وذلك من اجل اتمام المهمة الأصعب والتحدي الأهم، وهو الانضمام للمنظمة بشكل مشرف ولائق، وهو الامر الذي حدث وتم.

هناك العديد من التفاصيل والمعلومات المختلفة التي لا تزال لم ترو بالقدر الكافي، لإبراز ما حدث وكيف يمكن، وبالتالي الاستفادة مما بات يعرف بأهم مباحثات من نوعها في تاريخ السعودية الاقتصادي. الحديث الذي تناولته مع بعض المعنيين بالشأن الاقتصادي وضح لي امرا في غاية الاهمية، ان هناك اطرافا عديدة شاركت في هذا التحدي، وانه احقاقا للحق من الانصاف ان يتم ابرازها، وبالتالي التركيز على انجازاتها، وهو ما لم يكن واضحا او معروفا بالقدر الكافي لديّ، ضمن المعلومات التي كانت متوفرة، والعذر مقدم لمن تفاوض من لدن وزارة المالية ومؤسسة النقد في هذه المهمة الكبيرة.

ليست هناك تجربة اخرى شبيهة مرت بها السعودية، ولكن من المرشح ان تحدث تجارب اخرى في المستقبل القريب، ستحتاج السعودية فيها الى خبرة تفاوضية استثنائية، تمكنت من الحصول عليها بصورة عملية مهمة. ما حدث خلال مفاوضات ومباحثات، وفي الختام الانضمام للمنظمة الاقتصادية الدولية الأهم وسام فخر واعتزاز يحسب لكل من شارك فيه بكل كلمة وجهد واقتراح، فالمستفيد الاكبر هو المواطن السعودي.