في الكون ما لا نهاية له من الأحجار الضالة الهامة في الفضاء، بعضها يبتعد عنا وبعضها في الطريق إلينا ـ بعد مائة سنة، بعد ألف، بعد مليون. وقد اتجهت إلينا أحجار كثيرة وتحطمت داخل الغلاف الجوي وصارت رمادا. وبعضها ارتطم بالأرض وترك تجويفات هائلة. وبعضها عندما اقترب من الأرض كانت درجة حرارته مرتفعة فأحرق النباتات وبخر الماء وقضى على الحيوانات العملاقة مثل الديناصورات ـ حدث ذلك منذ ستين مليون سنة، وأنهى حياة الديناصورات التي تسلطنت على الأرض ستين مليون سنة أيضا.
في العامين الماضيين، فزع علماء الفضاء من اقتراب بعض النيازك من الأرض أو النجيمات، وفكروا فيما يمكن عمله لو أفلتت هذه الأحجار التي هي بقايا «الانفجار العظيم» الذي بدأ به الكون من حوالي أربعة عشر ألف مليون سنة.
وظهرت نظريات مثيرة؛ من بينها إرسال سفينة فضاء تقترب من هذا الجسم الكبير ـ على الأصح الصغير فلكيا ـ لأنه لا يزيد على حجم ألف هرم من أهرامات الجيزة، النظرية تقول: إنه لابد من معرفة هذا الجسم، ذلك بأن تقترب منه وتلقي فوقه كرة حديدية ضخمة لتفتيت التربة، وهنا تقوم الكاميرات بتصوير المنظر وكاميرات أخرى بمعرفة درجة الحرارة والجاذبية والمعادن الموجودة في هذه التربة. ونظرية أخرى تقول: ولماذا لا نفعل كالأفلام الأميركية فنطلق عليه قنبلة نووية تفتته بعيدا عن الأرض. وعيب هذه النظيرة أن «الفتافيت» سوف تتخذ مدارات مختلفة، ومن الممكن أن تسقط على كوكب الأرض.
ونظرية ثالثة تقول بل نطلق قمرا كبير الحجم. وهذا القمر يرافق هذا الجسم الفلكي «النجيم» أو الشهاب أو النيزك. ولأن هذا الجسم ضعيف الجاذبية، ففي استطاعة القمر الصناعي أن يجتذبه وأن يخرج به عن مداره إلى مدار آخر بعيدا عن الأرض، وسوف ينجح في اجتذابه مليمترا في الثانية، وهو يحتاج إلى عشرين عاما ليبعده نهائيا.
ويوم 4 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي أطلقت اليابان قمرها «هايابوسا» ليبلغ النجيمة بعد رحلة لمليوني كيلومتر ويقترب مائة متر منها، ويلقي فوقها بإنسان آلي صغير. ولكن بسبب تأخر الأوامر أربعين دقيقة بين اليابان ومحطة المتابعة في استراليا، ومنها إلى سفينة الفضاء، فقد نزل الإنسان الآلي في الفراغ ليظل ضالا إلى الأبد، وفشلت المهمة الخطيرة.
أما المعلومات الأولية لدى علماء الفضاء، فإنه لا يوجد، ولعشرين عاما، ما يهدد كوكب الأرض، فكل الأحجار الضالة اتخذت لها مدارات بعيدة عن كوكب الأرض، ولكن لا أحد يعرف ماذا يمكن أن يحدث لو اختل توازن أحد هذه النيازك لسبب ما، فتنحرف متجهة إلى كوكب الأرض؟!