جدة.. ولمى ونشوى!

TT

«جدة غير».. وغرفة جدة «غير» أيضا، ففوز لمى السليمان ونشوى طاهر بأول مقعدين نسائيين في مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة، كأول امرأتين تنتخبان لهذه العضوية في تاريخ السعودية، يعد في تقديري حدثا مهما يستحق أن يحتفل به المجتمع بأكمله لا المرأة وحدها. فقد استطاعت غرفة جدة أن تضيف إلى ريادتها التاريخية أسبقية جديرة بالتسجيل والفخر بأن تكون أولى الغرف التجارية التي تفتح أبوابها لمشاركة المرأة في عضوية مجلس إدارتها، بحيث تنتقل فيها المرأة من مقاعد المتفرجين إلى مقاعد المشاركين، ففوز لمى ونشوى بمقعدين في مجلس إدارة الغرفة عبر صناديق الانتخاب يشكل منعطفا مهما في مسيرة المرأة السعودية التي ظلت طويلا خارج المشهد رغم استحقاقها لذلك. وكنت أخشى أن يخذل الناخب المرأة في أول تجربة انتخابية لها، لكن صوت الناخبين في غرفة جدة كان ناضجا وواعيا وحضاريا.

ويراهن الكثيرون على أن وجود المرأة في مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة سيشكل إضافة مهمة لأداء الغرفة في الأيام القادمة، خاصة أن أعداد سيدات الأعمال في تزايد مستمر، بحيث يمكن أن تؤدي المرأة دورا بارزا في حياة هذه المدينة التجارية والصناعية. ولست بصدد التذكير بقول المرأة الحديدية مارغريت ثاتشر: «إذا أردت شيئا يُقال فكلِّف به رجلا، أما إذا أردت شيئا يُفعل فاسند مهمته إلى امرأة».

ووصول المرأة إلى مجلس إدارة غرفة جدة يعد إنجازا كبيرا إذا ما وضعنا في الاعتبار أن 55 في المائة من سيدات الأعمال في كل من جدة والرياض يعانين الأمية، وأن نحو 3575 من بين 6500 سيدة أعمال في غرفتي جدة والرياض ما زلن يبصمن على معاملاتهن التجارية، على الرغم من تصريح الأمين العام لتعليم الكبار بوزارة التربية والتعليم قبل عامين بأن السعودية سوف تعلن خلوها من الأمية بنهاية الأعوام التسعة القادمة!.. ولعله آن الأوان لأن تتسع مشاركة المرأة في حقول العمل المختلفة، إذ ليس من المقبول ولا المعقول أن تظل المرأة بعد أكثر من خمسة وأربعين عاما على بدء تعليمها النظامي مجرد شاهد عن بعد على انفراد الرجل «الطرزان» بتسيير كل شيء حتى ما يلامس حياتها ومعيشتها ومصيرها.

وما دمنا في حقل الحديث عن انتخابات غرفة جدة، فإن أبسط ما يستدل به على وعي الناخب وصول وجوه اجتماعية واقتصادية بارزة أمثال: محمد عبد اللطيف جميل وعبد الله التركي وعبد الله المعلمي وزياد البسام وآخرين، فأمثال تلك الوجوه لا يمكن لجاهل أو متجاهل أن يسأل: من هؤلاء؟، فجدة تعرفهم وهم يعرفونها أيضا.

[email protected]