من أحداث الأسبوع

TT

السويد من اكرم الدول عطفا على اللاجئين السياسيين. وصل بهم هذا الكرم حدا ان اعطوا لجوءا في الاسبوع الماضي لذئب. انه الذئب الوحيد الذي بقي في النرويج تطارده قوات الامن لقتله. ما ان سمعت السويد بذلك حتى اعربت عن استعدادها لقبلوه كلاجئ حالما يدخل حدودها. ولما كانت انظمة اللجوء تشترط ان يحمل اللاجئون اسما على الاقل فقد اطلقوا عليه اسم «المستر مارتن». لي صديق يحاول الحصول على اللجوء من بريطانيا. كلمته أمس وقلت له لماذا لا تذهب للسويد، تلبس فرو ذئب وتقول لهم ان المستر مارتن؟ وعلى كل فاعتقد انا بامكان اللاجئين العراقيين والمغاربة الذين رفضتهم الدول الاوروبية ان يتقدموا الآن بشكوى لدى محكمة المجموعة الاوروبية لحقوق الانسان ويطالبوا بمساواتهم بالذئاب.

في دراسة ميدانية جرت مؤخرا، تبين ان غالبية الشباب في بريطانيا يعتبرون المطرب امنيم اكثر ذكاء من توني بلير رئيس حكومتهم. ليس ذلك فقط. فهذه الدراسة توضح ايضا ان الشبيبة البريطانية، كل هؤلاء الزعران الذين نراهم يتسكعون في ساحة الطرف الاغر، اكثر فهما للامور واحسن تقديرا للرجال من توني بلير.

هناك دراسات عديدة جرت واثبتت ان لموسيقى موتزارت اثرها الطبي في معالجة الكثير من الامراض والعلل. كان من آخرها تقرير نشرته مجلة الجمعية الملكية للطب في بريطانيا يفيد بأنها في الواقع اكثر اثرا في تحسين حالات المصابين بالصرع من العقاقير التي يعطونها لهم حاليا. لا ادري ان كان ذلك مؤشرا على روعة سمفونيات هذا الموسيقار الالماني ام تفاهة العقاقير التي تنتجها الشركات الصيدلانية. وعلى كل فبينما استقبلت هذه الشركات نبأ هذه الدراسة بوجوم وقلق، فان الفرق الموسيقية الكلاسيكية رقصت طربا له.

في الوقت الذي تسعى فيه معظم السلطات العربية الى تعميق الغباء في عالمنا العربي والتحفيز عليه بشتى السبل المشروعة وغير المشروعة، يبذل الغربيون مساعي محمومة لرفع مستوى ذكاء اطفالهم. كان من نتائج دراساتهم في هذا الموضوع ان وجدوا ايضا ان الاستماع الى موسيقى موتزارت تساعد على تنمية ذكاء الطفل. ما ان سمعت شركات الاسطوانات والكاسيتات ذلك حتى بادرت الى اصدار اسطوانة سي دي تضم منتخبات من مؤلفات هذا الرجل العبقري وتسويقها بعنوان: «طفلك يحتاج الى موتزارت». طبعا لا مجال لنا في مسابقة الغربيين في ذلك، ولكنني اعتقد ان هناك واجبا وطنيا على شركات الاسطوانات عندنا ان تضع تحذيرا على اغاني فريد الاطرش ومن نحا نحوه بهذه الكلمات «هذه الاسطوانة قد تعرقل نمو ذكاء طفلك». وهذه عبارة قد تصلح ايضا لتسجيل خطب الكثير من زعمائنا وقادة بلداننا العربية.

هناك قضية «نساء الراحة»، قضية مئات الالوف من الفتيات الكوريات والصينيات اللواتي استعبدتهن القيادة العسكرية اليابانية خلال الحرب لما يسمونه براحة الجنود. اعترف القضاء الياباني بحقهن في التعويض وامر بدفع ما يساوي 1200 دولار لكل واحدة. وهذا مبلغ يقل عما كسبته حتى المومسات في بغداد خلال الخمسة اعوام من الحرب. استأنفن القرار ولكن المحكمة العليا قررت الآن انهن لا يستحققن حتى هذا المبلغ. فقد كن يقدمن مجرد ما يعطي الراحة للجنود. وهذه كلمة جديدة الفت نظر الادباء اليها كمرادف شاعري للبغاء.