صرخات الرئيس عبد القيوم!

TT

هيئة الفضاء الأميركية (ناسا) وهيئة الفضاء اليابانية (جاكسا) التقطتا صورا لذوبان الجليد جبالا في القطبين الجنوبي والشمالي، وهي حقيقة قديمة، ولكن الجديد أنها زادت، وأن غازات أخرى قد خرجت منها لتضاف إلى ثاني أكسيد الكربون الذي تطلقه المصانع في غلاف الأرض فتحبس حرارتها لترتفع في كل مكان.

وإذا أضفنا إلى ذلك الحرائق في غابات الأمازون من اجل تحويلها إلى أرض زراعية، ثم الجفاف مع ظاهرة «التصحر»، أي أن تتحول الأرض المزروعة إلى صحارى، وأن تزحف عليها الصحارى أيضا، فمن الطبيعي أن تنكمش الرقعة الخضراء وأن يتناقص الطعام عند الشعوب الفقيرة فتزداد فقرا.

أما ارتفاع مياه المحيطات فسوف يؤدي إلى إغراق دلتا الأنهار الآسيوية وربما نهر النيل، ثم إغراق مئات الجزر الصغيرة في المحيطين الهادي والهندي.

وكان الرئيس مأمون عبد القيوم، رئيس جزر المالديف، هو أول من استصرخ الأمم المتحدة، وكذلك استغاثت جزر كثيرة. وإذا كان المد المائي الجبار (تسونامي) قد أغرق عشرات الجزر في دولة المالديف، فإن الذي سوف يحدث في المحيطات بسبب ذوبان جبال الجليد الهائلة في أقصى الجنوب والشمال، لا يمكن مقاومته، وإنما الحل العاجل في أيدي الدول الصناعية الكبرى التي ساعدت على ظاهرة «الاحتباس الحراري»، وهي الدول التي رفضت توقيع اتفاقية «كيوتو» في اليابان وفي مقدمتها الولايات المتحدة، التي أعلنت رئيسا بعد رئيس أن الضغط على الشركات الصناعية الكبرى لكي تقلل الانبعاثات الكربونية يهدد الصناعات الاقتصادية والسياسة الأميركية، يعني: اضربوا رؤوسكم في حائط الصين، فلتمت كل الشعوب ولتغرق كل الجزر، ولتحي أميركا على جثث القارات الأربع الأخرى!

ولا تزال صرخات الرئيس عبد القيوم تدوي، وهي عبء ثقيل على ضمير الإنسانية، ولكن إذا كانت الدول العظمى بلا ضمير فلا صدى لصرخات رئيس دولة صغيرة ولا أمل في أن تجد صرخاته طريقها إلى أذن الرئيس الأميركي وتزاحم صرخات الملايين في العراق وأفغانستان وغدا في سورية وإيران!