«كريسماس» آخر لدى شرايدر

TT

أثارت أنباء الأسبوع الماضي حول مصرع 10 من المارينز في الفلوجة بالعبوات الناسفة شعورا مروعا، بات مألوفا لدى (بول شرايدر)

يشعر شرايدر عندما يستيقظ بأنه في وضع طبيعي خلال الثواني الخمس أو العشر الأولى. ثم يبدأ التفكير بأن ابنه، جندي المارينز ادوارد أوغست شرايدر (أوغي)، غير موجود. ويخيم عليه، بعدئذ، حزن عميق مثل ستارة سوداء ويلازمه طيلة اليوم.

وشرايدر البالغ 23 عاما هو واحد من 14 من المارينز ممن لقوا حتفهم في أغسطس الماضي في انفجار عبوة ناسفة مزروعة على جانب الطريق بمدينة حديثة غرب العراق. وقبل يومين من ذلك فقط كان ستة جنود من وحدة الاحتياط ذاتها، وهي الكتيبة الثالثة التابعة لفوج المارينز الخامس والعشرين والتي تتخذ من اوهايو مقرا لها، قد قتلوا في هجوم.

وقال شرايدر انه «عندما يكون لديك واحد أو اثنان من ابنائك قتلى فان الخبر ينشر في صفحات الاعلانات الداخلية. انه ليس في الصفحة الأولى. ولكن عندما يقتل 20 من الوحدة ذاتها في غضون 48 ساعة فتلك أنباء هامة».

وقد تصدر مقتل المارينز العشرة الأسبوع الماضي العناوين الرئيسية. ولكن كانت هناك تغطية اقل بكثير من اليوم السابق عندما أعلنت وزارة الدفاع ان اربعة موظفين آخرين كانوا قد قتلوا في حوادث متفرقة في العراق. وقد تلاشت التغطية ولكن معاناة وموت أفراد القوات الأميركية الشباب في هذه الطاحونة الجهنمية للحرب تتواصل يوما اثر آخر بدون نهاية.

(أشارت الأنباء الى مصرع جنديين آخرين يوم الأحد الماضي في انفجار عبوة ناسفة جنوب شرقي بغداد).

ويعتقد شرايدر وزوجته روزماري بالمر، اللذان يعيشان في كليفلاند ويواجهان موسم الكريسمس بعيون منتفخة من البكاء، يعتقدان ان الحرب يجب ان تتوقف. وقد عبرا علنا عن وجهة نظرهما من أن الحرب عبث وحماقة ولا تستحق التضحيات بالأرواح التي قدمت فيها.

وقال شرايدر «يجب ان نتوصل الى خطة تخرجنا من هناك. ما نقوله هو أننا بحاجة الى جدال جاد حول كل الخيارات لانهاء الوضع الحالي. لا يمكننا ان نتمسك بالبقاء المتواصل لأن ذلك يعني قتل الناس».

وقال شرايدر إنه وزوجته لا يدعوان إلى الانسحاب المباشر للقوات الأميركية. لكنهما يؤمنان بأنه من الأساسي أن يتم تطوير خطة عملية لانسحاب منظم وأن يتم ذلك بأسرع وقت ممكن لأن السياسة الحالية التي أعاد بوش التأكيد عليها في خطابه بمدينة أنابوليس الأسبوع الماضي «غير قابلة للتطبيق».

ومن وجهة نظر شرايدر فإن سياسات بوش الحربية كانت مأساوية وعديمة الفائدة، و«البقاء على نفس المنوال» هو مثل الاستمرار في سكب الماء في ثقب داخل رمال الشاطئ، إنها حسبما يقول شرودر «عملية لا توصلك إلى أي مكان».

وشرايدر يرفض قبول الفكرة القائلة إن انتقاد الإدارة الأميركية والحرب هو دليل على انعدام الدعم للرجال والنساء الذين يحاربون في العراق. وقال «أنت يمكنك أن تدعم الوحدات وتكون في نفس الوقت منتقدا للسياسة التي وضعتهم هناك».

وهو يختلف مع المسؤولين الذين يصرون على أن ابنه توفي من أجل «هدف نبيل»، إذ أنه يشعر أن حياة أوغي «قد أهدِرت سدى».

ومع تذكر حواره مع ابنه قال شرايدر «أنا سألته: هل تشعر أنك تحمي أسرتك والأميركيين الآخرين الموجودين هنا؟ وكان جوابه: لا، على الإطلاق».

وقال إن أوغي شعر بأنه لا يحقق أي شيء «هو رأى أن جهوده بلا فائدة تماما».

يشترك شرايدر، 56 سنة، في امتلاك شركة تجارية. أما زوجته، 58 سنة، فهي مدرِّسة للغة الإسبانية في ثانوية. وأسهما معا في تأسيس جمعية غير ربحية اسمها «عوائل المقتولين للتغيير» (fofchange.org) ويأملان أن تتمكن هذه الجمعية من دفع الكونغرس كي يتخذ خطوات تؤول إلى إنهاء تورط الولايات المتحدة بالحرب في العراق.

* خدمة «نيويورك تايمز».