أنظروا إلى أستراليا

TT

العرب بأستراليا في أزمة. وهذه المرة بدل ان تلاحقهم الشرطة تقول انها تحاول ان تحميهم من العنف الذي يتهددهم بعد سلسلة من الهجمات عليهم في جنوب سيدني. وما سمعناه أن ازمة الجالية العربية مستمرة بدون ان يظهر في الافق وقف حد لمسلسل الاعتداء عليهم، فعدد الذين تجمعوا بالآلاف من العنصريين يواجههم بضعة من رجال الشرطة.

وسؤالنا ما الذي فعله السفراء العرب في القارة البعيدة من اجل تذكير الحكومة الاسترالية بواجباتها في حماية المقيمين على أرضها، وكذلك الاستراليين من اصول عربية من شر الجماعات النازية والعنصرية الأخرى؟ فقد مرت ليال وهم يختبئون في منازلهم، كما تعرضت املاكهم للتدمير. ومع ان رئيس الوزراء الاسترالي جون هوارد تبنى موقفا علنيا منددا بما يحدث وهدد بمعاقبة المعتدين إلا ان ما يرد من هناك يفيد بان الحماية لم تكن كافية، مع ان العنصريين كانوا قد اذاعوا عزمهم على التجمع وكرروا هجومهم لأكثر من ليلة.

العنصرية البغيضة ما تزال تحرك المشاعر في دول كأستراليا قامت اصلا على تجمعات المهاجرين من كل الدول. العنصرية هي المقابل لما نسميه هنا بثقافة الكراهية التي نحاربها ونلاحق مروجيها ونقف ضدها بحزم، ونتوقع من المجتمعات الأخرى ان تفعل الشيء نفسه. ازدادت العنصرية ضد العرب والمسلمين مع تزايد الارهاب الذي ارتبط بمنطقتنا، وصار سهلا على النازيين والعنصريين الآخرين استخدامه في الاساءة الى الغير.

سلامة العرب، ومن هم من اصول عربية، مسؤولية الحكومة الاسترالية بالدرجة الأولى وعليها أن تتحملها كاملة، هذا ما ينبغي على السفراء العرب نقله اليها. فأي تخاذل في تأمين الحماية للعزل المسالمين لا بد من اعتباره اساءة الينا جميعا والاحتجاج ضده.

العرب في كل مكان خارج منطقتهم يعيشون اوضاعا صعبة بسبب سمعة الارهاب التي ألصقت بهم وصارت مرادفة لهم. وأكثرية العالم لا تدري ان العرب هم اكثر من دفع ثمن الارهاب الذي شنته الجماعات المتطرفة في داخل بلداننا ولم يصب الآخرون إلا بالقليل منه. ومهما كانت الاسباب نرفض ان يعاقب البريء بذنب المجرم فقط لأنه عربي او مسلم حيث لا يزر العرب وزر الذين اخطأوا. هذه رسالة لم تصل الى الحكومة الاسترالية التي يقال إنها لم تُظهر ما يكفي من الاهتمام ومواجهة الثمالى والعنصريين في جنوب سيدني. في التوتر العرقي ضد العرب في تلك الضواحي استخدمت اجهزة الهواتف للتحريض والتجمع وبكل أسف فعلت السلطات المحلية القليل لوقفه والوقوف ضد هذه الحملات العنصرية.

[email protected]