القراء في عالم الفكر اربعة، رجل يقرأ حرفا بحرف كالمحامين، ورجل يقرأ كلمة فكلمة كالمعلمين، ورجل يقرأ سطرا فسطرا كالشعراء، ورجل يقرأ صفحة بصفحة كالفلاسفة. لكن الشيء المعتاد عند معظم القراء ان يقرأوا كل بضع كلمات مرة واحدة. وهذه فيها تفاوت في السرعة. الطبيعي والمفيد ان يستطيع الانسان ان يلتهم اكبر عدد من الكلمات من النظرة الواحدة قبل ان تنتقل عيناه الى المجموعة التالية من الكلمات.
تزداد سرعة قراءة المرء بازدياد الكلمات المقروءة في كل نظرة حتى تصل قدرته حدا يقرأ فيه الصفحة الكاملة بنظرة واحدة، كما كان يفعل الفيلسوف البريطاني برتراند رسل. يسمون مثل هذا الشخص في عالم القراءة بقارئ الصفحة Page reader.
للوصول الى هذه المستويات العالية من سرعة القراءة، توصل البعض الى اساليب تعليمية تعلم الناس على زيادة سرعة قراءتهم. كثيرا ما وجدت اعلانات عنها في الصحف الاجنبية، فبدون شك ان مضاعفة سرعة القراءة يعني مضاعفة الدخل، خاصة بالنسبة للمحامي او الصحافي او الباحث... الخ. لكنني لم احاول تلقي تلك الدروس لأنني توصلت الى اساليبي الخاصة في زيادة سرعة القراءة. اذا كان برتراند رسل يقرأ صفحة كتاب من 300 كلمة بنظرة واحدة، فخالد القشطيني يقرأ صفحة جريدة كاملة من 3000 كلمة او اكثر بنظرة واحدة. وحرصا على تنوير القراء بهذا الاسلوب القشطيني في القراءة السريعة ادلي لهم ببعض ما توصلت اليه نحو هذا الغرض. تقوم القراءة القشطينية على القفز فوق الكلمات والسطور والفقرات والصحائف على الكلمتين او مشتقاتهما، اقفز السطر وابدأ بسطر جديد. فمن الواضح ان الكاتب سيقول لك ان كل مشاكلنا تعود للاستعمار.
الثورة: حيثما ترى هذه الكلمة او مشتقاتها اقفز السطر وابدأ بسطر جديد.
التضامن العربي/تحقيق المساواة/، الوقوف في وجه العدو/التحليل العلمي/ النقد الموضوعي/المؤامرات الاجنبية/محاربة الفساد/ السيادة الوطنية/الوحدة العربية/الاصلاح، كلها كلمات زخرفية لا يجدر القارئ السريع ان يضيع وقته الثمين فيها.
لا تضيع وقتك ايضا في قراءة اي تكذيب رسمي، او اي فقرة تبدأ بعبارات مثل: «قالت مصادر مطلعة» «أدلى مسؤول دبلوماسي»، «حسب التقارير الصحافية». او الرسمية او العربية. اترك الفقرة وابدأ بقراءة فقرة جديدة.
تحاشى قراءة مقررات الجامعة العربية وبرقيات التأييد واي شيء يتضمن برامج الاحزاب الوطنية او وعود المسؤولين وتصريحاتهم. اقفز فوق اي جملة تبدأ بضمير المتكلم او اي جملة فعلية تبدأ بسين وسوف وتجاهل الصفات والنعوت.
حالما يتبع القارئ الكريم هذا البرنامج القشطيني في القراءة، سيجد ان بامكانه قراءة كل الصحف اليومية المتوفرة في بلاده في ظرف خمس دقائق ويوفر لنفسه بقية اليوم للعب الطاولة، او الدومينة او اي شيء ينفع ولا يضر.
www.kishtainiat.com