الخيول والطفلة المعجزة!

TT

كل طفل في عيني والديه: عبقري.

ولكن هناك أطفالا عباقرة فعلا، والتاريخ مليء بهؤلاء الصغار مثل الموسيقار موتسارت والفيلسوف ميلر، ويقال: أبو العلاء المعري وأبو تمام، وفي الصحف البريطانية هذا الأسبوع ظهر طفل صغير أسمه إدوارد (6 سنوات) قد اشترك في معرض دولي للرسم بالألوان المائية، وهذه هي المرة الأولى التي يشترك فيها طفل بأربع لوحات، قد بيعت كلها، وهو الفنان الوحيد الذي باع كل لوحاته من بين 275 لوحة. الطفل رسم كلبا وقطا وعددا من الأغنام ثم صورة لجد، والجد فنان والأب فنان، ويقال إن هذه الأسرة اشتغلت بالفن في القرون الثلاثة الماضية، فأبوه وهو في التاسعة من عمره قد رسم لوحات للملكة الأم.

أما الطفل إدوارد فلوحاته فنية بسيطة. والذي لا يعرف من هو، فإنه يشعر بأنه أحد الرسامين الواقعيين أصحاب الخطوط البسيطة والتعبيرات المكثفة. أما خلفيات هذه اللوحات فهي مضيئة وجريئة أيضا!

عندما كنا في مدينة البندقية وقفنا، كل فناني مصر: صلاح طاهر وحسين بيكار والأخوان أدهم وانلي وسيف وانلي وكمال الملاخ وجمال كامل وحسن فؤاد وعبد الغني أبو العينين وأبو صالح الألفي نقيب الفنانين، وقفنا حول طفلة (6 سنوات)، أمها عاملة هاتف جلست ترسم في الشمس ونظرنا وتأملنا وتوقفنا وطال وقوفنا.

ولكن نحن رأينا وعرفنا وطلبنا منها لوحة لكل منا وعليها التوقيع والتاريخ وأرغمناها على أن تتقاضى أجرا عن هذه اللوحة، وهي ترسم حصانا، وتسأل: واقفا أو يجري، أو يجر عربة، أو يصعد جبلا أو واقعا على الأرض، وحده أو مع خيول أخرى، هاربا من الذئب، ولا أزال احتفظ بلوحاتها وإمضائها «وانجللينا أغسطس 1951».

أما براعتها وسرعتها في تصوير حركة الحصان وهي في رأي الفنانين الكبار صعبة جدا، وأن الذي تعمله هذه الطفلة بهذه السرعة والسهولة يعجز عنها الكبار، وقد أمسكوا أوراقا وأقلاما وحاولوا تقليدها فلم يستطيعوا. أما الذي أضحكنا وأوقعنا من الضحك أنها جمعت كل ما رسمه الفنانون مع التوقيع والتاريخ وأخرجت من جيبها مبلغا تافها جدا وقالت: اقتسموه في ما بينكم!