الحكومة الإلكترونية

TT

في تقرير الأمم المتحدة حول جاهزية الحكومة الإلكترونية، جاءت السعودية في المركز الـ80 بين مجموع الدول الـ179، التي شملها التقرير، واحتلت المركز الخامس خليجيا، بعد الإمارات والبحرين وقطر والكويت، كما احتلت المركز السابع عربيا بعد الأردن ولبنان والدول الخليجية السابقة.

وفي تقديري، أن هذا الموقع الذي احتلته السعودية في سلم جاهزية الحكومة الإلكترونية، يفترض أن يحمل إشارات ضاغطة للتعرف على جوانب الخلل في تطبيق هذا المشروع العصري، وأعني به الحكومة الإلكترونية، وقد تتمثل أبرز عوامل الخلل، في حالة الـ«فوبيا الإلكترونية»، التي نعاني منها، فلقد تأخرنا كثيرا قبل أن نتخذ قرار السماح بالتعامل مع الإنترنت، وانتظرت وزارة التربية والتعليم مدة أطول، قبل أن تتخذ قرار تدريس الحاسب الآلي في جميع مدارسها، وبمثل هذا التباطؤ تعاملنا مع مشروع الحكومة الإلكترونية، ولا يمكن تحليل هذا البطء مع المستجدات الإلكترونية، إلا أننا نعيش حالة «فوبيا» مزمنة من كل جديد، خاصة ما يتصل منها بالمجال الإلكتروني، وفي الذاكرة الاجتماعية الكثير من مثل هذه المواقف تجاه الهاتف والتلفزيون وغيرهما.

ورغم الدراسات التي أقيمت والمؤتمرات التي عقدت بخصوص الحكومة الإلكترونية ـ وكأننا نريد أن نخترع شيئا من العدم ـ فإننا لا نزال نفتقر إلى وضوح الخطة ومراحلها، وماذا قطعنا، وماذا تبقى لبلوغ الهدف. فكل ما نلمسه على أرض الواقع جهود فردية يقوم بها بعض المسؤولين المؤمنين بأهمية التعامل مع مستجدات العصر وإيقاع الزمن، ومن هذه الجهود تلك التي بذلها الأمير مقرن بن عبد العزيز، حينما كان أميرا للمدينة المنورة، فلقد حاول أن يجعل من مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم، السباقة إلى تحقيق الإدارة الإلكترونية، وآثر بجهود ذاتية أن يبدأ خطوة الألف ميل، ليحقق لهذه المدينة سبقا عصريا على غيرها من المدن السعودية، وانا على ثقة بأن هذا المشروع سيحتفظ بنفس زخمه في عهد أمير المدينة الجديد عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز.

ومن هذه الجهود أيضا تلك المبذولة في الهيئة العليا للسياحة، وإطلاقها شعار: «إدارة بلا ورق»، فهذه الهيئة تدير شؤونها وفق أحدث الأساليب العصرية، معتمدة على الحاسب الآلي في كل تعاملاتها.. وأخال أننا في حاجة إلى أن نفرض مثل هذا النموذج على بقية المؤسسات الإدارية، فلقد علق تقرير الأمم المتحدة الجرس، ولا اعتقد أن موقعنا في ذلك التصنيف جدير ببلد له مثل هذه المكانة الاقتصادية في المنطقة، ويستحوذ على 40% من حجم السوق العربي في تكنولوجيا المعلومات.. فماذا نحن فاعلون؟

[email protected]