الرد المالح على المخلل الصالح

TT

يتصل بي بعض القارئات كما فعلت السيدة أمل. ويرسل لي بعضهم رسائل إلكترونية يشكون من أن تعليقاتهم على مقالي لا تظهر في أسفل العمود مع التعليقات الأخرى، وكل يظن بالسيد المراقب المسؤول شر الظنون، فبعضهم يظن أنه متآمر مع مشجعي النادي المنافس لناديهم وبعضهم يظن أن الأمر، كما يحدث في بعض الدوائر والمؤسسات، لا يمشي التعليق إلا برشوة نسميها في نجد «دهن السير» الذي يجعل العجلة تمشي، وبعضهم يظن أن المراقب عميل أميركي متآمر لتشويه صورة القراء العرب وإظهارهم بمظهر العازفين عن القراءة ومحدودي النظر في الأمور، فيخفون ردودهم التي تكشف عن حدة موهبتهم وحماسهم الشديد. ورغم أنني لم أعرف حتى الآن، وربما بسبب عدم سؤالي عن السيد «إكس» الذي يرقد خلف الموقع الإلكتروني والمسؤول عن الردود ووضعها ومرورها أو حجبه لها، إلا أنني أريد أن أشيد بمدائح لو استعطت أن أرفعها لتضاهي مدائح المتنبي في سيف الدولة لما ترددت، لجهود الأستاذ موفق النويصر السيد المبتلى بتسلم مقالاتي وحمل همومها للشعب ورد لي حتى ولو يتم نشرها والتي أفاجأ أن عدد أصواتها يؤهلني للدخول في انتخابات الشرق الأوسط، أقصد الجريدة طبعا وليس المنطقة. وأريد هنا أن أنتهز فرصة ترشيحي لأرد على بعض الردود التي وصلتني على مقال «الكلام الصالح في المخلل المالح»، والتي لا أدري هل هي احتفاء بعودتي للكتابة بعد إجازة قصيرة لم تتجاوز أسبوعين أم أنه تودد لي بعد أن أدركوا أنني أصبحت تاجرة «مخللات»، وقع قلبي في الرعب فقد كتبت بالخطأ مخدرات والعياذ بالله.

 من بين الردود التي أحب عادة قراءتها في بريدي وعلى موقع الجريدة، بل ويمكن القول بأنها أهمها وأجدرها بالتوقف، رسالة الأخت موضي سطام لأنها وعدتني أن تشتري مني مخللاتي بالسعر الذي أريد وليس كلاما فقط بل وضعت رقم جوالها لتثبت صدق نيتها، فاشهدوا عليها، على عكس بعض القراء شجعهم تبسطي معهم على أن يطمعوا بي، فلمح بعضهم وصرح آخر بطلب وإرسال بعض من «المخلل» الذي صنعته، هكذا مجانا دون حتى أن يفكروا في أجرة التوصيل. أما أشرف بن علي، هداه الله، فقد علق تعليقا لا يشبه في لطفه لطف موضي سطام، فقد قال «الحمد لله أن مشروع مخللاتك فشل لتعودي للكتابة»، ولا أدري كيف يقول رجل عاقل مهذب لسيدة كاتبة وحساسة مثلي أن مشروع مخللي فاشل وهو لم يذقه، حتى ولو كان بحجة أن يمدحني ككاتبة. لكن هناك مثلا يقول إن المنطق سعادة، أي أن ما تنطق به يجلب السعادة كما يجلب لبعضنا النكد! على عكسه من أصحاب المنطق السعيد من القراء تمنوا لصناعتي المخللات الازدهار والتوفيق وزملاء لي استعدوا بدعمها وترويجها، مثل زميلي وجاري الرقيق محمد سعيد ذياب الذي اقترح أن يروجها لي في موسم الحج في جدة. آخر قارئ استشهد برده أراد أن يقدح بي من حيث لا يدري أنه مديح فكتب: «السيدة بدرية، بالأمس أطلعتني أختي الصغيرة على كراستها لمادة التعبير، وتأملت مواضيعها وكتمت ضحكاتي على أفكارها الطفولية، ولكن أتلمس لها العذر في صغر عمرها. اليوم ـ وبعد مقالك هذا ـ أقدم أشد الاعتذار لأختي العزيزة. دمتِ بخير».

وأريد أن أصحح للأخ القارئ وأفطنه بأنني أيضا مثل أخته صغيرة وطفولية وأكتب أشياء مضحكة أحيانا، وعليك أن تشكرني لأنني أضحكك، فقلما تجد في العالم العربي من يقدم لك هذه الخدمة بأقل من ريالين فقط، وأحيانا بأقل، إذا حسبنا ما يقدمه لك زملائي الكبار من الكتاب، مأمون فندي ومشاري الذايدي واحمد الربعي والراشد وآخرين طبعا!

[email protected]