يا مليارات الأرض موتوا بغازنا!

TT

الكرة الأرضية في هذا العام كانت أكثر حرارة، أرضها وجوها ومياه المحيط أيضاً، وذوبان الجليد في القطبين الجنوبي والشمالي، والذوبان يرفع الحرارة ويطلق غازات جديدة ويرفع مستوى المياه في المحيط. وفي العشرين عاماً القادمة أو الخمسين سوف تكون مياه البحار خطراً على الأراضي المنخفضة في كوكب الأرض، مثل السويد والنرويج وبنجلاديش ودلتا نهر النيل وألوف الجزر الصغيرة، وسوف تؤدي إلى هبوب الأعاصير، وسوف يغرق بيتنا الذي هو أول بيت مطل على البحر الأبيض في شمال أفريقيا!

والذي حدث ليس مفاجأة، فمن نتيجة انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون من كل المصانع والأفران والغابات المحترقة تشكل ستار كثيف يحبس حرارة الأرض فوقنا، ولما التقت الدول في مدينة كيوتو اليابانية لتتفق على إنقاص الغازات المنبعثة، رفضت أميركا أن توقع على هذه الاتفاقية الخاصة بتقليل الغاز ولتوقيع عقوبات على المخالفين. وفي بريطانيا أعلن العلماء أن الاحتباس الحراري أخطر على البشرية من أسلحة الدمار الشامل الذي تحاربه أميركا، تحاربه من هنا وتحرص عليه من ناحية أخرى.

والسؤال: ما الذي يمكن عمله بهذه الغازات المنبعثة من المصانع والورش والغابات؟ هناك حلول، هذه الحلول لم نتأكد من سلامتها علمياً، ففي الصرف الصحي – أي تصريف مخلفات الإنسان المنزلية في البحر، أو في البر أو تدويرها كيماوياً وجعلها صالحة لري الحدائق وتسميد الأشجار – مع الأسف كل المدن المطلة على البحر الأبيض تصرف مخلفاتها في البحر، حتى أصبح البحر المتوسط أقذر بحيرة مغلقة في كوكب الأرض، فالماء ملوث والأسماك أيضاً.

أما بالنسبة للغازات، فهناك حلول مشابهة وذلك بأن نضخ الغازات في المحيطات، وتكون هذه الغازات سبباً في حمضية البحار والمحيطات وقد تقضي على الحياة الحيوانية والنباتية، أو تخزين هذه الغازات في مناجم الفحم المهجورة أو في الكهوف البعيدة، وتقوم كندا الآن بتجربة تخزين الغازات السامة في الكهوف الجليدية وتحت صحاريها القطبية، ولا أحد يعرف متى تنجح هذه التجارب، ما دامت أميركا التي خنقت الدنيا بغازاتها تحرص على رواج سلعتها وخراب الدنيا، ولا يزال الرؤساء الأميركان واحداً وراء واحد متمسكين بكلمة لا لكل مطالب الشعوب التي تشرب السم وتذوق المر بسبب ما تبثه أميركا في جو الأرض.

وأميركا تعرف أن الطوفان المائي تسونامي والأعاصير كاترينا وأخواتها كلها بسبب واحد: ارتفاع حرارة الأرض والجو والماء بسبب الظاهرة القاتلة: الاحتباس الحراري الذي يهدد المليارات الستة من سكان العالم!