قيادة النساء للعالم

TT

هل تُصلح النساء ما أفسده الرجال ؟ سؤال يطرح نفسه بعد أن تمكنت امرأتان من اختراق كل الحواجز والصعود إلى منصة الحكم في دولتين من دول العالم الثالث. فقد نجحت ايلين جونسون في الفوز بالانتخابات الرئاسية في ليبيريا، لتصبح أول امرأة افريقية تصعد إلى منصب رئاسة دولة افريقية في التاريخ. ونجحت ميشيل باشيليه في اعتلاء سدة الحكم في تشيلي، لتصبح أول امرأة في تاريخ أمريكا اللاتينية تتوج على عرش الرئاسة .

اختراق امرأتين لتقاليد وعادات قارتين كبيرتين، وصعودهما إلى منصة الرئاسة، يشكل حدثا فريدا في تاريخ هذه التجمعات البشرية الكبرى ويطرح سؤالا حول إمكانية النجاح في التحديات المتشابهة بين ليبيريا الأفريقية وتشيلي اللاتينية، فليبيريا خرجت من حرب أهلية استمرت خمسة عشر عاما، زهقت فيها أرواح كثيرة وتم تدمير البنية التحتية للبلاد وتخريب الاقتصاد الوطني، وتشيلي خرجت من نظام دكتاتوري كان نموذجه الدكتاتور العجوز بينوشيه الذي قاد البلاد إلى كارثة اقتصادية.

اعتلاء الرئيستين الجديدتين الحكم لم يأت بسهولة، فالرئيسة الأفريقية ناضلت وخرجت من السجن إلى الرئاسة، والرئيسة اللاتينية كان والدها الجنرال ضحية للدكتاتورية، فقد قتله الدكتاتور بينوشيه وسجن ابنته وتعرضت للتعذيب لتخرج من السجن إلى العمل السياسي، ولتصبح وزيرة بعد سقوط الدكتاتور ثم ينتخبها الشعب رئيسة للبلاد.

سيراقب العالم أداء الرئيستين وخاصة كيفية التعامل مع الأزمة الاقتصادية الخانقة، وارتفاع معدلات البطالة والتضخم. فإذا تمكنتا من مواجهة التحديات، فإن عصرا جديدا للنساء في القارتين سيفتح على مصراعيه، وستلحق دول أفريقية ولاتينية بالتجربتين الوليدتين.

في العالم اليوم ثماني دول تديرها نساء، هي ألمانيا ولتوانيا وفنلندا وآيرلندا وسانومي ونيوزيلندا والفلبين وبنغلاديش. وقد حققت بعض هذه الدول نجاحات كبيرة ومعدلات عالية من النمو والاستقرار، وفي العصر الحديث شكلت ظاهرة المرأة الحديدية مارغريت ثاتشر في بريطانيا، والسيدة أنديرا غاندي في الهند، نموذجا للقدرات الهائلة في إدارة دولتين عظيمتين مثل الهند وبريطانيا، وستكون تجربة تشيلي وليبيريا محط أنظار المراقبين للتأكد من أن العالم سيكون أفضل في ظل قيادة النساء، أم أن المشكلة أكبر من ذلك.