قبل فوات الأوان

TT

نريد ان نحذر قبل فوات الاوان من امكانية اعتداء كبير واستفزازي يستهدف المسجد الاقصى، ويستهدف خلط الاوراق وتوريط الجميع في عمليات عنف، وعنف مضاد.

شارون، لمن يريد ان يتعلم من التاريخ، رجل المفاجآت الكبرى، ورجل التطرف الذي لا تحده حدود، وبرنامجه الانتخابي اعتمد على صيغة متطرفة هدفها القاء عملية السلام وتحريك كل قوى التطرف في المنطقة بهدف ايجاد قاعدة من الفوضى يستفيد منها، ولو بشكل مؤقت معتمدا على تفوقه العسكري.

نعرف ان نتيجة عمل طائش كهذا يمكن ان تطيح شارون وحكومته، لكن المتطرفين امثال شارون تسيطر عليهم تكتيكات التطرف، ولا يعلمون شيئا عن استراتيجية الاستقرار، وشارون لا يهمه ان يموت من يموت، فقد مارس القتل الجماعي بيده.

الدول العربية معنية بالتحرك السريع مع المجتمع الدولي كله، ومع واشنطن تحديدا، وبلغة لا تقبل التفسيرات، فاذا وقع المحظور ضد المسجد الاقصى فان امكانية فلتان الاوضاع ستكون احد السيناريوهات الواقعية والمحتملة، وسيكون من الصعب التحكم في مسار الاحداث. تركيا تحركت وحذرت من انفجار شامل اذا تمت تهديدات شارون ضد القدس، رغم كل ما يجمع الاتراك مع الاسرائيليين من الاتفاقيات، والعرب ما زال موقفهم اقل من القليل تجاه تهديدات شارون، وهناك شيء يشبه الصمت حيال التهديدات، وهو موقف سيشجع شارون على الاستمرار في مخططاته.

شارون استمع في واشنطن الى ما وصف «بالسقف» الذي يصعب على واشنطن تجاوزه في التعامل معه، وهو يعلم ان احداث خطوة هستيرية ضد المسجد الاقصى سيخلط الاوراق وسيغير «سقف» الموقف السياسي للجميع، وهو وحكومته المتطرفة اكثر المستفيدين من خلط الاوراق واراقة الدماء.

تحرك عربي منظم وسريع، اصبح ضرورة، وأي تأخير في الموقف الحاسم ربما يساعد على تفجير الوضع، وسيكون اي تحرك بعد ان يقع الفاس في الراس مجرد تحصيل حاصل، والمطلوب ان يتحمل الجميع مسؤوليتهم.