هواجس الضعفاء

TT

هناك انفتاح في الغرب الان على سماع جميع انواع الموسيقى، والالبومات الموسيقية الجديدة التي يتم طرحها في الاسواق حاليا، تحتوي على مقطوعات من كل انحاء العالم.. من الهند والصين والبرازيل والارجنتين واسبانيا واليونان والعالم العربي واليابان وايران.. والمستمع الغربي اصبح يتذوق هذه الالوان المختلفة واصبح يقبل عليها بشغف.

بدون شك فان هذه هي احدى ثمار عصر العولمة، فالعالم لم يعد اليوم مجرد قرية صغيرة من حيث تقدم تقنية الاتصالات وحسب، ولكنه اصبح اكثر انفتاحا واستعدادا لتذوق فنون الشعوب المختلفة وللتفاعل مع الثقافات ذات الخصوصية والعبق المتميز.

اننا نعيش عصرا يمكن لكل البشر فيه ان يساهموا بما لديهم على شرط ان تكون لديهم القدرة على تسجيل اضافة حقيقية للتراث الانساني، وعلى شرط ان يمتلكوا الارادة قبل كل شيء.

في العالم العربي نحن لا نشاهد الصورة لهذا الشكل، فقد دأب كثير من اصحاب الرأي على تصوير العولمة كفزاعة او بئر عميقة يمكن ان تبتلعنا وتقضي على ثقافتنا.. وهو ما يمكن ان يحدث بالفعل اذا ما ارتفعت الاصوات التي تدعونا الى اللجوء الى خيار العزلة وسط عالم بدأ يتحرك لاول مرة، او بدأ يشعر لاول مرة ان شئت الدقة، بان الانتماء الى الجنس البشري اهم من الانتماء الى اية قومية كانت.. هذا بالاضافة الى ان الانتماء الى الجنس البشري لا يتعارض مع الانتماء القومي البعيد عن مشاعر التعصب والعنصرية.

ان العالم لا يزال في البداية، لكن المؤشرات التي بدأنا نلمسها مشجعة جدا.. خطر الذوبان والخوف الهستيري من هيمنة الآخر، هي بعض هواجس الضعفاء.