والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم

TT

تصلنا بين فترة وأخرى رسائل شتى من اطراف في الغرب ينبئوننا فيها عن مدى كراهيتهم للإسلام وبغضهم لأهله، وربما وصلت بعض هذه الرسائل، وبين أسطرها دعوة إلى مقاتلة أهل القبلة واستئصال شأفتهم، كما في إحدى رسائل الرئيس الأمريكي جورج بوش السابقة، التي قال في ثناياها: اجعلوها حربا صليبية.

ثم أردف البعض تلك الرسالة برسالة أخرى نالوا فيها من شخصية رسول الإسلام محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وأساءوا إلى مقامه العظيم، ظنا منهم بان هذه الرسوم قد تنقص من قدره الشريف أو تنزله من منبره العالي. ولكن الله تعالى، قبل بني البشر، دفع عن رسوله صلى الله عليه وسلم قالة السوء هذه، فأنزل في محكم القرآن العظيم آيات الدفاع عن نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم فقال: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون).

ولا يظنن ظان أن هذه الرسائل التي توجه إلينا من هؤلاء الحاقدين مبتورة الصلة في ما بينها، بل هي سلسلة متراصة تخرج من درج واحد، ولها غايات ودوافع مدروسة بعناية.. فمع ما تحمله من حقد وبغض حقيقيين لهذا الدين الخاتمة، فإنها محاولة لجس نبض الشارع الإسلامي ومدى تفاعله مع قضاياه العقائدية، وهي كذلك رسالة إلى حكام المسلمين.

إن واجب المرحلة يتطلب من كل مسلم يحب رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، ويناصر دينه الذي جاء به، أن يهب للدفاع عنه وينصره بما يستطيع ولا يقعد القرفصاء ينتظر ما يفعله الآخرون، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان». ولا منكر أشد وأشنع من أن يتعرض صاحب المقام المحمود صلى الله عليه وسلم إلى مثل هذه الإساءات.

أرى أن مثل هذه الرسائل مع كل ما تضمره من نيات سيئة ومكبوتة، لتهب بجانبها رياح توقظ النائم من المسلمين، وتنبه الغافل منهم، فهي تميط اللثام عن توحد الكثير في الغرب ضد المسلمين، وضرورة ألا نتفرق في مواجهتهم.

إن مشاريع الحصار الاقتصادي، التي استخدمت ضدنا سنين، علينا أن نواجههم بها، وأن تمتنع كبريات الشركات في العالم الإسلامي عن استيراد البضائع الدنماركية والنرويجية، وقد بشرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالعوض عن هذا الامتناع فقال: «من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه». ويشترك الفرد المسلم كذلك في هذا الواجب، فيجب عليه الامتناع عن شراء أي من بضائع هاتين الدولتين، ويقع الواجب الأكبر على عاتق حكام المسلمين.

يجب علينا ان نوجه إليهم ردودا قوية وصارمة، لأن هذا أدنى ما يمكن أن نقدمه لمقام الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ولأن قابل الأيام سيشهد تجرؤا أكثر علينا وعلى معتقداتنا الدينية، إن لم نوقفهم عند حدهم قال الله تعالى: (والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب اليم).

*عضو هيئة علماء المسلمين بالعراق