ابق عازبا

TT

احياناً يتساءل المرء من الاسوأ: انساب العائلة المالكة البريطانية ام صحف «التابلويد» التي تعيش وتقتات وتزدهر من نهش لحوم الناس واغتصاب حميمياتهم ومطاردة ضعفهم البشري. والفضيحة الجديدة التي اثارتها صحيفة «نيوز أوف ذي ورلد» وشيخها العربي المزعوم، فصل جديد في رواية سخيفة اعتادت على كتابتها الدوقات بالمصاهرة، بدل ان يضعها اولئك البارعون الذين يكتبون المسلسلات المكسيكية التي تخرج فيها البطلة من غرفة النوم الى غرفة الاستقبال! كان الشيخ خليل الخوري من اقرب الاصدقاء الى رينيه، امير موناكو. وذات مرة شكا له سليل الى غريمالدي من ان ابنه البكر يرفض الزواج وهذا يعني انه سيظل دون وريث وهذا يعني ان الامارة ستصبح بلا امير. وقال لصديقه خليل: لماذا لا تحاول اقناعه بالزواج بطريقة غير مباشرة. ودعا خليل الخوري الامير البير الى الغداء. وقال له، انني اخاطبك كوالدك. فلا بد لمن هو في مثل مسؤوليتك ان يتزوج. وانا اعرف انك على صداقة مع العارضة كلوديا شيفر، فلماذا لا تتزوج منها. انه شيء مفيد للامارة ايضاً. وسوف تتكرر الضجة العالمية التي قامت عندما تزوج والدك من امك، غريس كيلي. ولكن اذا لم تكن تنوي الزواج من شيفر فانتقي فتاة اخرى. واذا اردت مساعدتنا، والدك وانا، فأننا حاضران.

وظل الامير ألبير يصغي الى ان انتهى الشيخ خليل من الكلام، فسأله بكل تهذيب، هل قلت كل شيء؟ قال نعم. قال البير: «انني انصحك بأن تأخذ معك الى والدي نسخة من صحيفة «التايمس» هذا الصباح. ففيها اشياء وصور عن حكايات «فيرغي» في التكساس. او ان تأخذ معك صحيفة «التايمس» الاثنين الماضي، ففيها صور وحكايات عن ديانا على يخت محمد الفايد في جنوب فرنسا». وقال له خليل الخوري وهو يودعه: يا بني، انس الارث وابق عازباً، حياة القصور تتطلب مسؤولية اخلاقية اجتماعية ولو انها في بريطانيا بلا مسؤوليات سياسية. وهذه السيدة التي اعطيت «دوقة ويسكس» اخذت هذا اللقب من الناس ومن التاريخ ومن قرون طويلة من الحروب والسلام والتقدم والامبراطوريات. لكنها سارعت الى لصق اللقب على باب شركة للعلاقات العامة. وحولت الدوقية الى تجارة بالكلام. وانتهت في طول وعرض اكثر صحف «التابلويد» فضائحية. صحيح انها وقعت ضحية خدعة لكن من السهل ان يقع المخادع في الخدع. فالدوقة صاحبة شركة مهنتها ان تحسن بالمساحيق الحقائق المشوهة وان تستغل اسم الامير في سوق للعرض والطلب. وهذا تصرف غير ملكي.