نأسف نعم.. نعتذر.. لا!

TT

أعلنت الولايات المتحدة عن أسفها لحادثة طائرة التجسس «آي. بي 3» فوق الصين وطالبت الصين باعادة الطائرة الثمينة فوراً.. ومعها طاقمها المكون من 24 طياراً وملاحاً ومهندساً!! وردت الصين على ذلك بقولها ان على الولايات المتحدة ان تعلن اعتذارها وليس اسفها على الحادث.. ولكن اميركا تمسكت بالأسف فقط.. أي نأسف نعم.. نعتذر لا.

وبالطبع فان الأسف شيء.. والاعتذار شيء آخر.. فالاعتذار عن خطأ ما يعني الاعتراف بالمسؤولية عنه.. اما الأسف فهو مجرد تعبير عام يمكن ان يشعر به طرفا الموضوع ويمكن ان يشعر به اي شخص آخر.

مثلاً لو اصطدمت سيارتك بسيارة اخرى ونزلت من السيارة لترى ما حدث فانك اذا كنت انت المخطئ فسوف تقول للآخر: آسف لما حدث واعتذر وعلى استعداد لدفع التعويض اللازم.. اما اذا لم تكن مخطئاً فستبدي اسفك فقط.. وكذلك يفعل كل الذين شاهدوا الحادث.

الاعتذار اذن يرتب حقوقاً للصين على اميركا.. اما الأسف فمجرد شعور لا يرتب حقا ولا واجبات.

واكتب هذه السطور ولا ادري كيف تنتهي الأزمة.. هل تكتفي الصين بأسف اميركا ام تصر على اعتذارها.. ام تتضاعف الأزمة كما تتوقع بعض وكالات الأنباء التي ترى ان اميركا لا تستطيع ان تعيش من دون ان يكون لها عدو قوي يستنفد طاقاتها الجبارة وينشط صناعة السلاح، ويطور من تكنولوجيا الأسلحة.

ان حادث الطائرة «آي. بي. 3» يشبه الى حد بعيد حادث طائرة التجسس الاميركية (يو/ 16) التي اسقطها صاروخ سوفييتي عام 1962 وعلى متنها الطيار «جاري باور» والتي احدثت ازمة ساخنة بين الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد السوفييتي.. انها نفس القصة.. طائرة تجسس اميركية تحمل اجهزة تنصت وتصوير جبارة وتطير قرب الحدود الدولية فتنقل الصور البعيدة والمكالمات التليفونية فكل صوت يمكن رصده وتسجيله والاستفادة من المعلومات التي يوفرها.

ولا شك ان الولايات المتحدة «ترى في الصين المنافس الوحيد لها على زعامة العالم بعد سقوط الاتحاد السوفييتي وخروجه من حلبة المنافسة.. خاصة ان هناك اميركا والصين قضايا ساخنة من تايوان وغيرها.. فكيف تنتهي الأزمة.. بالأسف.. أم الاعتذار أبو بكليهما او بطريقة اخرى.. لننتظر ونرى.