أربعون مقابل واحد

TT

كنت اقلب محطات التلفزيون بدون اهتمام، ووقعت بالصدفة على قناة خليجية تجري مقابلة مع أحد المشايخ، ونظرا لأهمية وظرافة الموضوع الذي كان عن (التعدد) أخذت استمع، وهو موضوع مطروق يؤيده البعض ولا يستسيغه البعض، ولا اعتراض لي أنا شخصياً على اختلاف الرأي ـ سواء افسد او لم يفسد للود قضية ـ، اعتراضي هو على (احتكار) الرأي، وهذا هو ما لمسته للأسف من ذلك الشيخ، الذي لم يؤيد التعدد فقط، بل وانكر على من لا يعدد، وأكد على أن خير الناس في الدنيا والآخرة هم أكثرهم نساء ـ أي زواجاً ـ، وان الإمام القرطبي ذكر انه في عصور الأندلس كان عدد خمسين امرأة للقيم الرجل الواحد ـ طبعا هو يقصد أربع زوجات و(ستا وأربعين) مما ملكت يمينه، وان الشرط في (عدل) النكاح هو المقدرة المالية فقط لا غير، فأم العيال لا تملك الزوج، وعلى الرجل الا يهادنها، ولا يسمح بأن تتصرف تصرفات رعناء، إذا ما أراد أن يتزوج عليها، لان المرأة (سيكلوجيا) مهيأة (للضراري) ـ جمع ضرة ـ، فليس هناك سبب يمنع الرجل من أن يتزوج (ما طاب له)، فالمرأة كيدها عظيم والتقصير دائما يأتي منها.

والله العظيم هذا هو الذي قاله ذلك الشيخ، بل انه يزيد ويقول: ان العدل ليس متعلقا بالشرع، انه شرط شخصي، والغيرة يجب أن لا نوليها ذلك الاهتمام المبالغ فيه، فالمرأة تغار على زوجها من الحرام فقط، وهي تخاف إذا تزوج عليها أخرى، لأنها أنانية وتخشى العقاب، والواقع أن منطوق الشيخ الظريف هذا، ذكرنى بمثل يتداوله بعض الجهلة من البدو ويقول: (اضرب النساء بالنسا، والحمير بالعصا) ـ أي إذا أردت أن تعاقب امرأة اضربها بامرأة أخرى وتزوج عليها، وإذا أردت أن تعاقب حمارة فاضربها فقط بالعصا، والحمد لله أنهم لم يقولوا تزوج عليها هي كذلك.

ويختم فضيلة الشيخ كلامه بهذه الحقيقة العجيبة الغريبة، حيث يقول: انه لا تقوم الساعة، حتى تكون الأربعون امرأة يجرين وراء الرجل الواحد في الشارع، يلذن به، ويقلن انكحني، انكحني.

انني أتخيل هذا العدد المهول من النساء وهن يركضن وراء رجل واحد (!!)، أكيد راح يطير عقل المسكين وهو يولي الأدبار هاربا ويصيح: (مش ممكن، ما اقدرش)، وقد يستنجد بالشرطة، وإذا لم ينجده احد سوف يرمي بنفسه في البحر، والمشكلة لو انه كان بينهن سباحات ماهرات، ورمين بأنفسهن خلفه وأنقذنه من الغرق.

لو أنني كنت في مكان ذلك الرجل لما تجرأت على أن ارمي نفسي بالبحر، وكل ما كنت سأفعله، أن أتوجه لهؤلاء النساء وأقول لهن: أهدأن، أهدأن، وتعالين نتفاهم بدون زعيق، فكل مشكلة لها حل، وأنا إنسان مثلما تشاهدن لا املك من امرى شيئاً، يعني (منتوف) على الآخر، واذهبن الله يرضي عليكن وابحثن عن رجل غيري، ليموت شهيدا على أياديكن الكريمة.

[email protected]