ما أجمل الشعارات

TT

استضافت مكتبة الاسكندرية مؤتمراً بعنوان «ملتقي الشباب العربي للاصلاح والفكر»، في الفترة من 8 الى 10 فبراير 2006. وناقش ملامح الفكر والإصلاح وإعداد القيادات الشبابية والشباب ورؤى المستقبل، وغيرها من الموضوعات التي تهتم بمستقبل الشباب.

المؤتمر ضم نخبة متنوعة الأطياف من المجتمع المصري، تحدثوا جميعاً عن أفكار جميلة لو نفذت، ولخصوا مشاكل الشباب العربي في أوراق كثيرة متشابهة، لا تفي مساحة المقال بسردها. ولكن على الاقل يمكن اختصارها في عناوين رئيسية، ابرزها أن التعامل مع الشباب يجب أن يكون لائقاً. ووصّفه أحد الاكاديميين الحاضرين، بمقارنته بين منهجين في التعامل، وقال «يجب ألا يكون النظر للشباب كموضوع أو قطعة من البلاستيك، وتشكيلها وتعليمها وتدريسها كأنها قطعة لا رأي لها ولا إدراك، وتتشكل عن طريق الناظر أو المدير أو الرئيس وتكون الكنيسة والجامع والمدرسة، هي أدوات للضبط الاجتماعي، وبالتالي تكون إعادة ثقافة المجتمع من النوع الرتيب الذي لا يعرف الإبداع، أما المنهج الثاني، فهو أن يتم النظر إلى الشباب كعنصر فاعل في المجتمع، لهم إدراك وشعور، وعندهم أحلام وآمال وتطلعات وهواجس ومشاكل، وقد تكون لهم رؤية مشوشة ولكن في النهاية لهم وجهة نظر لهذا المستقبل.

وأضاف الأكاديمي، انه من أنصار المنهج الثاني، «فنحن لا نتعامل مع الشباب كأشياء، ولكنهم أشخاص فعالون، فهم ليسوا مشكلة ولكن لديهم مشكلة أنهم ضحايا البطالة والعنف والفكر المتأخر، والشباب إزاء هذه المشاكل، إما أن يكونوا اسرى لها أو يتجاوزوها، فهناك من يهرب بالإدمان أو الهجرة المادية أو العقلية إلى ماض ذهبي لم يحدث قط، أو صورة مثالية لم تكن موجودة إلا في الخيال، التي تعتبر في النهاية أشكالا للانسحاب والضعف، ولكننا إذا امتلكنا إرادتنا نستطيع أن نواجه هذه المشكلات والتحديات».

وختم المؤتمر توصياته بعبارات من نوع «الشباب ابتداء من غد هم سادة الموقف، يجب أن نعرف كيف يفكر الشباب في واقعهم ومستقبلهم ومشاكل الوطن العربي عامة، ويجب أن ننتقل من ثقافة الخوف إلى ثقافة الحرية، ومن ثقافة التخلف إلى النهضة ومن ثقافة الجهل إلى نور العلم، يجب أن يطلق الشباب لأنفسهم عنان التفكير حتى إن تجاوزوا في القول، فالطريقة إلى التعلم هي الممارسة».

لست أشك في صدق النوايا لدى المجتمعين، ولكني لا أستطيع أن أنسى كم نحن أمة تعشق الشعارات. ونعشق الحديث اكثر من العمل. في السبع سنوات الأخيرة، قرأت حول انعقاد أكثر من 32 مؤتمراً عن الشباب، من المحيط الى الخليج. وفي زياراتي لبعضها لم أجد شيئاً تحقق من توصيات المؤتمرات. كفانا شعارات ومؤتمرات دعونا نبدأ العمل.

[email protected]