من أحداث الأسبوع

TT

* الشيء الغريب في الهند هو أنها تخلصت من الاستعمار البريطاني ثم وجدت ان لغة الإنجليز هي اللغة الوحيدة التي يستطيع كل الهنود أن يتخاطبوا بها، لكنها لغة عجيبة. فهي بقيت متحجرة هناك بصيغتها الكولونيالية القديمة، في حين تطورت اللغة الإنجليزية في بلدها وقطعت شوطاً كبيراً من التغيير. كلما ألقي نظرة على بعض الصحف الصادرة بالإنجليزية في منطقة الخليج، حيث يستخدمون كثيراً من الكتّاب الهنود، أجد فيها ما يثير الضحك في نفسي نتيجة استعمالاتهم البالية. الشيء الآخر الذي يلفت النظر في إنجليزية الهنود، هو طريقة تلفظهم لها. انها لهجة خاصة كثيراً ما استعملها الممثلون الإنجليز على المسرح ليثيروا الضحك في جمهور المشاهدين، لكن للهنود رحابة صدر نفتقدها نحن. جرت حفلة في الأسبوع الماضي حضرها رئيس الوزراء اتال بيهاري فاجبايي، تعرض خلالها إلى حصول الهند على استقلالها، فقال إن البريطانيين تركوا الهند لأنهم لم يعودوا يستطيعون صبراً على سماع لغتهم كما ينطق بها الهنود.

لم اسمع فاجبايي يتكلم، لكن أكبر ظني هو أن كلامه ينطبق عليه ايضاً.

* المسيو اريك فوش من الفرنسيين الهواة في جمع آثار الحرب العظمى، دفع حياته أخيراً ثمناً لهذه الهواية، عندما كان ينقّب في ميدان معركة فردون الشهيرة 1916 فانفجر به لغم أودى بحياته. السؤال: من وضع ذلك اللغم، ومن صنعه؟. فقد مضى عليه ما يقرب من تسعين عاما، وما زال باروده حياً وآليته سليمة جاهزة للعمل. أميل إلى الاعتقاد بأنه كان من صناعة ألمانية، لا لمتانة الصناعة الألمانية فقط، وإنما كذلك لإصرار الألمان على أداء الواجب حتى بعد فوات الأوان.

* ما زال الروس يتناقشون في أمر غاغارين، أول رجل فضاء في العالم، ومقتله الغريب عام 1968. أصبح موته اسطورة لا تقل عن اسطورة حياته. قال قائل، بأن المخابرات السوفياتية قتلته، وقال آخرون بل انتحر، رأى البعض أنه هرب إلى أميركا وعلّم الأميركان ركوب الفضاء. بيد أنني أجد أحسن تفسير لاختفائه في الاعتقاد الذي شاع أخيراً، وهو أن مخلوقات فضائية جاءت من كوكب المريخ وخطفته للانتقام منه على غزوه واعتدائه على سيادة الفضاء. هذا شيء اميل إليه لأنه ينطوي على روح يقظة وطنية مريخية ضد روح الاستعمار الارضي.

* اطلبوا العلم ولو في الصين، ما أجدر تذكر ذلك بالنسبة لبلداننا العربية المكتظة بالسكان. قرروا في الصين عدم السماح لأي عائلة بإنجاب أكثر من طفل واحد. كيف يمكن اكتشاف ذلك؟، شجعوا الآن الجيران على التجسس على جيرانهم، يخبرون السلطات على أي بيت فيه نوعان من الصراخ، تدخل الشرطة وتأخذ أحد الطفلين، وهذا ما أدى إلى معركة حامية الوطيس في جنجيانغ. فالشرطة أخذت الذكر وتركت الأنثى في أحد البيوت، وبالطبع ثار الأهل على هذا الظلم، مطالبين بالذكر بدلا من الأنثى. رويت ذلك لصديقي أحمد حسام، قلت ما اجدر البلدان المزدحمة بالسكان بتطبيق ذلك، قال لا، هناك ما هو أسهل، كل من عنده أكثر من زوجة يأخذون الثانية منه. وتقع على الجيران مسؤولية الانصات والتبليغ.