المتعبون

TT

في قسم «الطوارئ» بالمستشفى كانت حالته طارئة، لكن إفلاسه مستديم..

موظف الاستقبال يسأله عن وظيفته، فيجيب:

ـ عاطل

وإن كان لديه تأمين.. فيرد:

ـ الأمان بالله

ويستفسر الموظف ما إذا كان سيدفع «كاش» أم «كريديت».. فينقذ القدر الرجل من حرج الإجابة، ويسقط ميتا في حضن موظف الاستقبال «مجانا»!!

***

تخرج في الجامعة الأول في دفعته بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وتخرج زميله الأخير في دفعته بتقدير مقبول مع امتياز «محسوبية». التحق زميله فورا بوظيفة مرموقة، وظل وحده يبحث عن فرصة عمل.. وحينما أعياه البحث افترش «مرتبة» الشرف على بوابة مكتب العمل ونام!

***

جرس الباب يصدر رنينا كمواء القطط، لكنه لم يكن ينتظر أحدا، فلماذا يفتح الباب؟! اتجه نحو البرٌاد، وجده خاليا إلا من قطعة زبدة دنماركية منتهية الصلاحية، فأشعل فيها عود ثقاب.. اشتعلت النيران في المنزل لكنها لم تجد ما تلتهمه، فخمدت في كسوف، وظل هو سعيدا يواصل الهتاف.

***

حمل كراريس طلابه ودفتر التحضير ووجهه المعفر بالطباشير إلى الشارع، عبرته عربات الطلاب الفارهة بينما ما زال هو في انتظار حافلة النقل العام.. المسافة بين مدرسته الأهلية في شمال المدينة وسكنه في جنوبها عشرة كيلومترات وعشرات السنين..

في اليوم التالي، كتب على السبورة بخطه الجميل:

الدرس: إنشاء

الموضوع: سقوط نظرية «من جد وجد، ومن زرع حصد».

***

حينما كان صغيرا في المدرسة كان يعشق مادة الحساب، وحينما كبر لم يجد ما يحسبه فاكتفى بطرقعة أصابعه يوميا من واحد إلى عشرة.

***

في غرفة صغيرة كالحة راح يقرأ شعرا لأبي ماضي:

لم تشتكي وتقول إنك معدم... والأرض ملكك والسماء والأنجم.

فغضب وزمجر وثار، ولكنه عاد ليقنع نفسه بأن أبي ماضي ربما مات قبل زمن المخططات العقارية.

***

غمس قطعة من خبزه الحاف في إناء خياله الثري، واستلقى بعدها على الأرض واضعا ساقا على ساق، وقد ترك فسحة بجواره تكفي لامرأة من خيال.. ثم ناااااام.

[email protected]