نرجو أن تكوني جميلة وأجمل!

TT

مش فاهم! هناك حملة سخيفة على البنت الجميلة ـ أو التي تحاول أن تكون جميلة أو اجمل. ما عيبها وما ضررها. فنحن لا نعترض على المرأة إذا وضعت الأحمر والأبيض والأزرق والأخضر والأسود. فنحن نريدها تحفة فنية من صنع الله أو من صنع أصابعها وما لا نهاية من شركات إنتاج وتوزيع أدوات التجميل ـ وهي اعظم صناعة في الدنيا.

هي تفعل ذلك. ونحن نوافق. بل نرجوها ألا تكف عن ذلك!

ولما ذهبت المرأة إلى اعمق من ذلك بأن تتجمل عند أطباء جراحة التجميل ولنفس السبب.. فما عيبها؟ إنها تريد أن تكون كما نريد ونحب. أن يكون جمالها اعمق.. أي أن تنتقل من الرسم إلى النحت.. فجمال البشرة رسم تشكيلي وعمليات التجميل هي نحت.. يصغر الأنف وتكبر النهدين والردفين.. لا بأس. فنحن في جميع الأحوال قد كسبنا جمالا. وهي قد كسبت إعجابا وشركات التجميل والجراحون كلهم قد كسبوا، ولم تعد المرأة تخفي أنها تجملت.. تماما كما انها ليست في حاجة إلى أن تقول إنها وضعت الماكياج. لا بأس أيضا. وليست المرأة في لبنان وحدها، وإنما في كل الدنيا. وربما كانت الفتاة اللبنانية أشجع. فهي تعترف بأنها ذهبت إلى الطبيب فلان وأجرت عمليات في الخدين والشفتين.. فلم يعد ذلك سرا، ولا عيب فيه!

ثم ان هذا يؤدي إلى نوع ثالث من الجمال والتجمل وهو الراحة النفسية. والرضا عن النفس. وهي اعلي درجات الجمال وليس اقسى على الإنسان من أن يكون ساخطا على نفسه وان يكون عدوا لها. فإذا كنت عدو نفسك فقد سلطت على نفسك من لا يرحمك ليلا ونهارا!

ونحن لم نعترض على ملابس المرأة التي تعري وتخفي ولا اعترضنا على حذاء المرأة الذي يرفعها عن الأرض ويرجرجه. وفي ذلك جمال موسيقي. يعجبنا.. ولم نعترض على الحزام الذي يزم خصرها.. ولا على السوتيان الذي يشد نهديها، ولا على الكورسيه الذي يضغط ردفيها..

بل ندعوها إذا استطاعت ألا تتأخر لحظة عن أن تكون جميلة أو اكثر جمالا.. فلا تزال المرأة أقوى وأبدع ما خلق الله.. ربما كان الشيء الوحيد الذي لم تفلح هي ولا افلح الأطباء في تجميله هو لسانها. فليكن! فاللوحات والتماثيل والجبال والوديان والسحب والينابيع والنافورات ـ كلها جميلة ولا تتكلم وإنما نحن الذين نتكلم.. ونحمد الله أنها جميعا بلا لسان وإلا انقلبت هذه الجنات إلى جهنم.. ولذلك فسعادتنا ان نهرب من واحدة للأخرى وان نستمتع وان نقول نثرا وشعرا وموسيقى ولوحات وتماثيل!