وماذا عن غوانتانامو.. !

TT

يلاحقني السؤال أينما حللت حول قول كوفي أنان، الأمين العام للأمم المتحدة، الذاهب الى انه ينبغي إغلاق سجن غوانتانامو بأسرع ما يمكن، في ضوء ما حمله تقرير أخير للأمم المتحدة حول الانتهاكات هناك. ويذهب تقديري الى أن كوفي أنان مخطئ تماما في هذا الشأن، لأن لدينا عدة مئات من الارهابيين هناك، مثلما لدينا أيضا الأشخاص السيئون والذين اذا ما اطلق سراحهم فسيحاولون قتل الأميركيين، وتلك حقيقة، ومن هنا فالقول ـ ومن أي مصدر كان ـ الداعي لإغلاق ذلك المكان بزعم انه ليست هناك مشكلة، ليس أمرا واقعيا.

وفي المقابل أشير الى أن كوفي أنان لم يقم بزيارة الى خليج غوانتانامو، فيما هناك مئات من أعضاء الكونغرس الأميركي وموظفيهم ممن زاروا المكان. وكان هناك المئات من الصحافيين ايضا، فضلا عن المئات من الأجانب، وبقيت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السجن للاطلاع على الاوضاع. وأسجل هنا وفي هذا الخصوص أن ذلك المكان يدار بالطريقة التي يدار بها أي سجن.

على أنني لا بد أن اسجل أيضا أن من الأمور التي يستعصي عليّ فهمها، ان الجميع منزعجون ببساطة لأن بعض الأشخاص ممن لديهم الحق القضائي في التحقيق بقانونية سجن شخص معتقل، قد كلفوا محامين ويبلغونهم بالضبط بما تدربوا على إبلاغه، أي أبلغوهم بأنكم تعرضتم الى التعذيب، وأن الوضع لا يطاق، وأبلغوهم بهذا وبذاك. وهذا هو ما يفعلونه.

ثم ان هناك اشخاصا من الأمم المتحدة ممن كتبوا هذا التقرير، ولكنهم لم يكونوا هناك ابدا، وإنما تحدثوا الى المحامين فقط. أضف الى ذلك، ان اللجنة الدولية للصليب الحمر لا تقول ما يقوله تقرير الأمم المتحدة. ولا يقول ذلك ايضا أعضاء الكونغرس الأميركي ممكن كانوا هناك. كما لا يقوله الأجانب الذين زاروا السجناء من بلدانهم.

وبين حين وآخر يظهر شخص ما ويتبنى ما تقوله بعض الصحف صارخا: «لنغلق خليج غوانتانامو». ولو انه كانت لدى أحدهم فكرة أفضل فسيسعدني ان اسمعها.

في المقابل تجدر الإشارة أيضا الى أننا قد ادركنا ووقفنا على حقيقة أن هؤلاء الأشخاص تمكنوا من المجيء الى بلدنا وقتل ثلاثة آلاف من مواطنينا، فيما يجري، ومن إفادات التاريخ، ابعاد المقاتلين عن ميدان المعركة حتى لا يتمكنوا من العودة والقتال ثانية.

ونحن نطلق سراح أشخاص من غوانتانامو على أساس قاعدة مستمرة، وقد ارتكبنا أخطاء. فقد عاد 15 منهم الى ميدان المعركة، وحاولوا قتل أميركيين، وقتلنا هؤلاء أو ألقينا القبض عليهم.

ان فكرة انك يمكن ان تفتح البوابات لتقول «انكم رائعون» ليست فكرة واقعية. نحن نعيش في عالم صعب، وذلك المكان يدار بدون تعذيب وبدون اساءة معاملة، وتجري معالجة الأمور على نحو سليم، الى حد انه يجري الابلاغ عن كل خطأ وتجري معاقبة من يرتكبونه بموجب قانون العدالة العسكري، وتلك هي الطريقة التي يتعين ان تكون عليها الأمور.

*المقال من مقابلة أجرتها معه خدمة «غلوبال فيوبوينت» ـ (خاص بـ«الشرق الأوسط»)