بركات الدلاي لاما في أنفي!

TT

ربما كنت اكثر الناس اندهاشا عندما رأيت الدلاي لاما ـ وهو الرئيس الروحي لشعب التبت. فقد كنت أول من رأه عندما طردوه من بلاده. واستقر على جبال الهمالايا. وذهبت للقائه. واعترضت الحكومة الهندية. ولكن أفلحت في التسلل إلى حيث يقيم في فيلا صغيرة. هو ينام فيها والمؤمنون ينامون على الأرض أمامها. وكانت دهشتهم عظيمة عندما ذهبت للقائه وعندما عدت اشق طريقي بينهم. لقد أحسوا كأنني أصبحت مقدسا. وأنني حققت ما يتمناه كل واحد منهم. وكانت حيلتي أنني ادعيت المرض. وانهم قد لفوا حولي بساطا. ثم أسقطوني أمام الدلاي لاما. وأنا أقول: مريض جاء من مصر يتمنى الشفاء على يديك..

وكان الشاب الدلاي لاما يبتسم للترجمة التي تولاها رئيس وزرائه. ورئيس الوزراء يتكلم الفرنسية. وكانت ابتسامة ساذجة.. ممكن أن تقول إنها عبيطة. وقلت إنما جئت بالنيابة عن شعب مصر الذي يحبه. ويتمنى مرضاه الشفاء على يديه.

وطلبت أن أصور السيدة والدته أيضا. ووافق. وقد جاءت والدته ترتدي فستانا من النايلون. ويبدو أنها سعيدة جدا. والمصور الذي استأجرته لهذه المهمة كنت قد وعدته بأن يكون مصورا في الفيلم الذي أعده عن الدلاي لاما. ولما هاجمتني حكومة الصين. كان ردها موجزا وقالت: قل للدلاي إننا أطلنا عمره. فقد كان من الضروري أن يموت في نهاية هذا العام، كما تقضي الطقوس الدينية، ليبحث الكهنة بعد ذلك عن طفل آخر يختارونه ويجعلونه زعيمهم الروحي ويحكمون من ورائه وهو لا يدري. قل له يحمد ربنا!

ولا بد انه حمد ربنا أن أعطاه هذا العمر ينتقل بين القارات معززا من الأميركان ومكرما بفلوسهم، وسلاحا ضد الصين. وظلوا يعلمونه ويلعبون به حتي حصل على جائزة نوبل للسلام. وعلموه الإنجليزية أيضا.

ثم ذهب إلى إسرائيل. وفي المرة الأخيرة أعلن عن استعداده للجلوس إلى حماس فلم يلق الاحترام الواجب. لأنهم يخافون على مشاعر الحكومة الصينية. طبيعي أن يعملوا حسابا لالف مليون نسمة. ولما طلبت من الدلاي لاما أن يباركني. التفت إلى رئيس وزرائه يسأله عن ديني. فقال له. وسأله كيف يباركون الناس في بلاده وأين هي. وترددت كلمة فرعون على لسان رئيس الوزراء ولم يقلها في الترجمة. ويبدو انه فهم. فقربني منه.. ومن رأسه. وقال كلاما لم افهمه طبعا.. اما البركة التي حلت بي فعلا فهو الزكام الذي حملته أنا طويلا..انه الزكام المقدس!