حماس والعودة إلى «لعم»!

TT

من منطلق الخوف والحرص على حقوق الفلسطينيين، نقول إن لغة حركة حماس منذ انتخابها كأغلبية برلمانية، وحتى اليوم لا تبشر بالخير. ونحن لا نقصد الشكل بل المضمون، فهناك لغات متعددة لحماس، ووسائل متناقضة من قادة حماس، وحالة من الارتباك الواضح.

قادة حماس عليهم أن يفرقوا بين الحديث مع كوادر الحركة بلغة تحتمل أكثر من معنى، وبصيغة توافقية مطاطة تحتمل أكثر من تفسير، وبين الحديث إلى المجتمع الدولي حيث المصطلح يجب أن يكون دقيقا، وحيث اللغة لا تحتمل أكثر من معنى.

بعض أطراف حماس يتحدثون عن دول عربية ستقوم بتعويض خسائر السلطة من حجز إسرائيل للأموال الفلسطينية، وفجأة يخرج علينا أحدهم من طهران ليعلن أن حماس أخذت وعدا بأن تدفع إيران هذه الأموال، ونريد أن نعرف ما إذا كان في نية حماس أن تخلق سلطة ممولة من إيران؟ وما هي المعاني السياسية لمثل هذا السلوك؟ وما هو التأثير السلبي الذي يمكن أن يحدث في عواصم عربية قبل العواصم الغربية؟

في ثلاثة أيام رصدنا ثلاثة مواقف من قضية اعتراف حماس بإسرائيل، فالتصريح الأول يقول إن حماس ستعترف بإسرائيل إذا انسحبت من الأراضي الفلسطينية المحتلة ومن «القدس الشرقية»، وتصريح ثان يقول إن حماس لن تعترف بإسرائيل، وثالث يقول إن حماس «ستفكر» في هدنة طويلة مع إسرائيل إذا انسحبت من كافة الأراضي المحتلة بما فيها القدس.

هذا الكلام يصلح في الثقافة العربية حيث يقول الناس الشيء ونقيضه، ويتحدثون بلغة مطاطة قابلة لمائة تفسير، لكن حماس التي هي الآن على رأس السلطة لا بد أن تتحدث بدقة متناهية عن قرارات دولية صدرت عن الأمم المتحدة، وعن اتفاقيات والتزامات فلسطينية سابقة وما هو الموقف منها، ولا بد أن تجيب على أسئلة محددة لأطراف عربية ودولية محددة.

لقد كان استخدام اصطلاح «لعم» في الساحة الفلسطينية بمعني لا ونعم في الوقت ذاته، احد كوارث غياب البوصلة وغياب الوضوح، وإذا استمرت حماس في لغة اللعم، فإن تطورات سلبية كبيرة ستشهدها الساحة الفلسطينية، في وقت دفع فيه الفلسطينيون أثمانا باهظة ولم يعد في جسدهم مكان لطعنات جديدة..!