حدث في معرض الكتاب

TT

العاصمة السعودية الرياض تبهر من يزورها، بتخطيطها المتطور ونهضتها العمرانية الكبيرة، ولكن الحدث اللافت والبارز، الذي استحوذ على اهتمام الكثيرين في الرياض، كان معرض الكتاب الذي أقيم وانطلقت أحداثه وندواته ومحاضراته المصاحبة، وسط تفاعل جماهيري مميز. فقد كانت عناوين الكتب المعروضة تبين أن السعودية على موعد مع الاعلام والكتاب وأن ما كان يمنع ويحجب، في حالات كثيرة لأسباب غريبة وغير منطقية، بات اليوم يتداول ويسمح باقتنائه بوضوح. ولا تقتصر المواضيع والعناوين المقصودة على روايات أدبية، ولكنها تصل لبحث طروحات وفتاوى وآراء في الفكر الاسلامي، وتناول المسائل الفقهية بمفهوم متجدد يعكس روح الدين الاسلامي بشتى ألوانه من دون تعصب.

وتجلى بعض هذا التعصب في بعض الندوات الثقافية، التي انعقدت خلال أيام المعرض، فحصلت مداخلات وجهود منظمة بشكل غريب، واحتلت الصفوف الأولى في هذه الندوات وجوه ملأ الغضب أعينها وبدأت الأساليب في المداخلات والمقاطعات والتهجم على المتحدثين الحاضرين وعلى مسؤولين غائبين، بأسلوب يبتعد تماما عن الأدب، وملؤه البغض والغضب والقذف، بل وصل الأمر الى التعرض جسديا بشكل عنيف وفظ على البعض في صورة بشعة بشكل من أشكال التطاول المرفوض والإساءة الى رموز مهمة في هذا الوطن، اضافة الى قيام بعضهم بجولات على بعض دور النشر الموجودة بالمعرض والطلب منهم إزالة بعض العناوين من الكتب المعروضة والمسموح بها سلفا من وزارة الثقافة والإعلام وإلا قاموا هم بسحبها! معرض الرياض للكتاب واحداثه، يبين أن هناك حالة من الاحتقان لدى البعض ضد كل ما هو جديد، يجيش له بسهولة باسم الدين، والدين من ذلك الأمر براء..

حتى رواية «بنات الرياض»، التي كتبتها الطبيبة الشابة رجاء الصانع، لم تسلم هي أو مؤلفاتها من هجمات لفظية من الذين اعترضوا عليها مرة أخرى باسم الدين، مما أدى الى منع الرواية، علما بأن هناك كتبا دينية ألفها بعض هؤلاء هي أشد فتكا ودمارا، لما تسببه من فتنة وتفرقة بين الناس يسمح بوجودها! عجبا..

ما حدث من تطاول البعض في ندوات الرياض، أقل ما يقال عنه إنه عيب وإنه تصرف كاد أن يفسد مناسبة عظيمة يعتز بها السعوديون.

[email protected]