المخضرم أبو نظارة

TT

«إذا لم تستطع التطهير، فدعنا نفعل ذلك» ـ الرئيس التركي نجدت سيزر اقتنى السلطان عبد الحميد الجواري انعش اقتصاد الآغوات والطواشيين بدد الخليفة اموال المسلمين فجاء بوزير لمكافحة الفساد اخفق خليل حميد باشا بالاصلاح فشنقه امير المؤمنين ثم اشفق عليه فاحتفظ برأسه في خابية العسل

* أدار كمال اتاتورك رأس تركيا فتعلقت عيناها بعسل اوروبا وظلت روحها في خابية الشرق كلما اصلح العسكر فساد الساسة فقدت الديمقراطية رأسها تقاعد المخضرم ديميريل على اليمين فجاء المخضرم بلند اجويد من اليسار شاخت اشتراكيته فصبغ شعره صبغ شاربه فضاعت هيبته وسع نظارته فأصيب بضيق الرؤية انفجرت طنجرة الفساد فاستعان اجويد بكمال آخر

* بشر هانتينغتون بثقافة الفساد وانتهى بالتبشير بصراع الثقافات تنبأ بفساد يحكم العالم الثالث فكلما همت الشعوب بالثورة خرج المفسدون بتسوية مصالحة بين الفساد والاصلاح فلا تجوع الاغنام ولا تفنى الذئاب

* ألغت تركيا ذاكرتها واحتفظت بتقاليدها رئيس للجمهورية في «الباب العالي» وبقي رئيس الحكومة «الصدر الاعظم» دق الباب بالصدر فانفتحت ازمة الثقة بالاقتصاد فقدت الليرة وزنها حاول المصرف المركزي انقاذها ففقد احتياطيه هرب المستثمرون بالدولار نظف الساسة المصارف خسر المدخرون الرصيد تعطل العمال وتظاهر العاملون كلما خسر الانسان قيمته تضخم سعر خبزه وحاجاته

* يفلس الناس فيدخلون سجن الحكومة تفلس المصارف فتُعوِّمها خزينة الدولة! افلست تركيا مرارا فعوِّمتها صناديق اميركا الدولية افسلت حكومة اجويد خلقت ازمة لم تعرف كيف تحلها نسيت ان قيمة المال ليست باقتنائه انما بكيفية انفاقه

* تركيا زلازل فوق الارض وتحتها يرئسها قاض نزيه يختلف مع سياسي نظيف ويستنزفها ساسة بلا نزاهة ونظافة تركيا ديمقراطية لا تقنع رأسمالية الغرب ولا تلهم اوتوقراطية الشرق حاملة طائرات يعوِّمها حامل لمفتاح الصندوق الدولي كمال درويش لا يملك شعبية كمال اتاتورك ولا سحر تورغت اوزال ولا صبر نجدت سيزر ولا عناد بلند اجويد ولا فساد الفاسدين باشا درويش بين «الصدر» و«الباب» رأسه لم يسقط، بعد ، في خابية العسل