شارون.. لن يصمد كثيرا

TT

تواجه الانتفاضة الفلسطينية أسوأ الممارسات القمعية منذ ان بدأت، ولم تعد هناك وسيلة للقتل لم تستخدم، بما في ذلك الصواريخ والدبابات والهليكوبتر التي تطلق نيرانها على المدن والأحياء السكنية.

استمرار الصمود الفلسطيني هو أقرب الى المعجزة، حيث يواجه المواطنون العزل جيشاً يمتلك تفوقاً استثنائياً، ويملك قيادة سياسية تمتهن القتل والارهاب ولها في ذلك تاريخ اسود طويل.

استخدام الفلسطينيين للأسلحة الثقيلة، ولأية اعمال عنف ضد الاسرائيليين سيكون اللغة الوحيدة القادرة على تغيير سلوك شارون وربما هزيمته، وهزيمة مشروعه الانتخابي الذي قام على اساس انه الوحيد القادر على هزيمة الفلسطينيين وتركيعهم، وحكومة اسرائيل لن تفيد معها لغة الحوار والدبلوماسية، والرأي العام الاسرائيلي لم يعد ـ مع الأسف ـ قادراً على استخدام عقله في معادلة الصراع العربي ـ الاسرائيلي، والدليل هذا الاجماع الذي حصل عليه شارون وبرنامجه الانتخابي المتطرف.

لقد اثبت تاريخ الصراع مع اسرائيل، ان الاسرائيليين يتشددون ويتطرفون في موقفهم حتى لحظة اراقة الدماء، فهم لا يفهمون سوى لغة القتل والدماء، وهذا ما حدث في لبنان، وحدث في مناسبات عديدة في الصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

قوى السلام الاسرائيلي اصبحت قوة ضعيفة في معادلة تركيبة المجتمع الاسرائيلي، ومن الخطأ التعويل عليها، وحتى اكثر الاسرائيليين تطرفاً يتحولون الى حملان وديعة عندما تراق دماء الاسرائيليين، والمشروع الصهيوني قام بالأساس على مبدأ القوة والعنف، ومصادرة الأراضي وانكار أبسط الحقوق للسكان الأصليين الفلسطينيين.

مخطئ من يعتقد ان شارون يستطيع ان يصمد كثيراً، فكل يوم يمر ويخسر فيه الفلسطينيون المزيد من الشهداء والجرحى، تحدث على الجانب الآخر تغييرات كبيرة، واذا فشل شارون في تركيع الفلسطينيين خلال الأسابيع والاشهر القادمة، فان المجتمع الاسرائيلي سيسير الى ازمته بقدميه، وسيكتشف ان منطق القوة والقتل لا يحل مشكلته، والمهم هو ان يتمكن الصامدون من الاستمرار في صمودهم، وان يقف العرب وراءهم، والمهم ألا نستهين بحقيقة ان شارون متورط، وان الانهاك سيتمكن منه قريباً.