عتب أردني

TT

انتهت قمة عمان العربية وبدأ الإعداد منذ الآن لقمة بيروت، التي نرجو الله أن يبقي لبنان صامداً ومستقراً وهادئاً إلى أن تنعقد، وبقي عتب في نفوس الأردنيين، لأن العاهل المغربي، الملك محمد السادس، لم يشارك في هذه القمة، ولأنه لم يزر الأردن حتى الآن، رغم أن العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، زار المغرب ثلاث مرات بعد أن ارتقى عرش المملكة الأردنية الهاشمية.

و«العتب على قدر المحبة»، فللمغرب في قلوب الأردنيين مكانة كبيرة، والأردنيون يعتبرون الملك حسين والحسن الثاني، رحمهما الله، أبناء عمومة، وهم يعتبرون أيضاً أن الأنظمة الملكية العربية، المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية والمملكة الأردنية الهاشمية، يجب أن تبقى متكافلة ومتضامنة، في السراء والضراء.

قيلت وتقال أمور كثيرة بالنسبة لعدم مشاركة محمد السادس في القمة العربية، التي انعقدت في عمان الشهر الماضي، ولدى سؤال أي من المسؤولين الأردنيين عن هذا الأمر، يبادرون إلى القول فوراً إنهم يتفهمون ما نقله وزير الخارجية المغربي، الذي مثّل بلاده في هذه القمة، إليهم وإن العلاقات بين المملكتين الشقيقتين «سمن وعسل»، وإنهم يقدرون الأسباب التي تحول دون زيارة العاهل المغربي للأردن حتى الآن.

لم تثر الصحافة الأردنية هذا الأمر على الإطلاق، مع أن الأسبوعية منها لا عمل لها سوى البحث عن عرس لترقص فيه، وعن مأتم لتندب فيه، لكن مع أن قمة عمان غدت بمثابة صفحة مطوية منذ أن غادرت طائرات الزعماء والقادة العرب الأجواء الأردنية، إلا أن الحديث عن الأسباب التي حالت دون مشاركة العاهل المغربي في هذه القمة، لم يتوقف ولا يزال متداولا في المجالس والصالونات السياسية التي مثلها مثل «الديوانيات» الكويتية، يقال فيها ما لا يقال في العلن في أجهزة الإعلام الرسمية وغير الرسمية.

هناك اجتهادات كثيرة بالنسبة لغياب محمد السادس عن قمة عمان من بينها:

ـ ان المغرب لم يرد إقحام نفسه في «الحالة» العراقية ـ الكويتية، التي تقرر سلفاً أن تكون بنداً رئيسياً على جدول أعمال هذه القمة لقناعته بأن المواقف لا تزال متباعدة، وأن أوان المصالحة لم يحن بعد.

ـ ان المغرب أراد تحاشي إثارة موضوع العلاقات المغربية ـ الجزائرية في هذه القمة، لقناعته أن مكان إثارة هذه العلاقات ليس هذا المكان، وأن البحث في هذا الشأن يجب أن يكون في البيت المغاربي.

ـ ان المغرب أراد الإبقاء على هامش يمكنه من التحرك الفاعل بالنسبة للقضية الفلسطينية، لذلك فإنه شارك بالمستوى الذي شارك فيه ليستطيع القيام بدور متوقع ومرتقب لإنقاذ عملية السلام في الشرق الأوسط من الانهيار.

ان هذا ما يُقال، والله أعلم، ويبقى أنه لا بد من التأكيد على أن الأردنيين عاتبون، ولأنهم يحبون المغرب وملكه وأهله.. فإن عتبهم بقدر هذه المحبة.