شارون.. موحد الفلسطينيين

TT

نجح شارون في تسخين الجبهة الاسرائيلية ـ اللبنانية، وعلينا الاعتراف ان لدى شارون القدرة على تسخين جبهات عربية كثيرة، بما فيها تلك التي اعتقدنا انها غير قابلة للتسخين.

باستطاعة شارون ان يشعل حربا جديدة في الشرق الأوسط كله، ومشكلة الاسرائيليين انهم سيصحون يوما من سكرة انتخابهم لشارون كمخلص وكمنقذ، ليكتشفوا ان دماء اسرائيلية كثيرة أريقت على مذبح تطرف الليكود واليمين الاسرائيلي.

سياسة الحد الأعلى العسكرية التي تنفذها حكومة شارون ضد الفلسطينيين ستنقلب على تلك الحكومة، ولدى الفلسطينيين من الأسلحة غير المستخدمة الشيء الكثير، وعلى رأسها العمليات الاستشهادية التي لا ينفع معها اي عمل استخباراتي او عسكري، واذا وجد الفلسطينيون جميعا وبكافة فصائلهم ان وجوههم للحائط، وانهم مخيرون بين الموت السريع، والموت البطيء فان اسرائيل ستدفع ثمنا باهظا لذلك.

كان الاسرائيليون يتحدثون عن تطرف حركة الجهاد وحماس، وتغيرت الصورة مع تغير السياسة الاسرائيلية، واثبتت حركة فتح انها ليست فقط القوة الرئيسية، ولكنها القوة القادرة على التفاوض، من جهة، على جبهة السياسة، وايذاء الاسرائيليين على جبهة المواجهة، ولم يعد هناك في الأراضي المحتلة متطرفون ومعتدلون، فالقتل اليومي ومصادرة الأراضي وزرع المستوطنات واستخدام المدفعية والصواريخ ضد المدنيين هي اعظم موحد للفلسطينيين، واثبتت ان شارون هو الشخصية الاسرائيلية القادرة فعلا على توحيد الفلسطينيين.

مشروع شارون سينتهي الى فشل ذريع، ربما ندفع الكثير من الضحايا، ومزيدا من العذاب والشقاء لابناء الأراضي المحتلة لافشال استراتيجية شارون، لكن المهم ان هذا الفشل سيثبت للاسرائيليين ولحلفائهم انه لا حل إلا بالانسحاب الكامل وغير المشروط، وان كل محاولات فرض الوصاية، وفرض الأمر الواقع ستصطدم على حائط فلسطيني صلب وموحد.

شارون جاء لتوحيد الاسرائيليين في مواجهة الفلسطينيين فتحول الى موحد للفلسطينيين، وستثبت الأيام أن الذين انتخبوا شارون سيعضون اصابع الندم، ربما بعد فوات الأوان.