حلقة فوق العادة

TT

في الحلقة التي استضاف خلالها الشاعر ادونيس، كان المحاور التلفزيوني اللبناني زاهي وهبي، معد ومقدم برنامج «خليك بالبيت» مستمتعا ايما استمتاع، وهو يحاور ضيفه ويستمع الى اجاباته وقصائده.

وبصفتي احد متابعي برنامج «خليك بالبيت» فإنه لم يكن من الصعب عليّ ان افهم سر سعادة زاهي وهبي، واستمتاعه بالجلوس الى ادونيس.. فهذه هي المرة الاولى التي يستضيف فيها البرنامج ضيفا بحجم ادونيس، بعد حلقات كثيرة كان ابطالها مجرد مطربين «نص كم» او ممثلين ماركة «مشي حالك».. وهو الامر الذي يضطر اليه بعض الاعلاميين وبعض المؤسسات الاعلامية تحت ضغط المستهلك وتلبية لحاجات السوق الذي لا يرحم.

كل ما اتمناه على تلفزيون المستقبل ان يتكرم علينا ويعيد بث حلقات برنامج «خليك بالبيت» او على الاقل الحلقات المتميزة من البرنامج، لأن ذلك افضل بكثير من انتاج حلقات جديدة ضعيفة المستوى.. وهو نفس الرجاء الذي اتوجه به الى محطة LBC التي تقدم برنامج «حوار العمر»، مع ملاحظة ان البرنامج الاخير لا يعاني من تذبذب المستوى كما هو الحال مع برنامج «خليك بالبيت».

اتمنى ان اشاهد مرة اخرى حلقة ادونيس الذي لخص اهمية الحداثة كمشروع في عبارة قصيرة هي: «الحداثة مشروع يرى ان الانسان هو مركز العالم عكس ما كان سائدا في الثقافة القديمة».

انها عبارة تستحق حلقات عديدة لمناقشتها.. وهذا هو الفارق بين الضيوف العاديين وبين ضيوف من عينة ادونيس يمكنهم اثارة قضايا في غاية الاهمية من خلال عبارة قصيرة.

ادونيس كان ضيفا فوق العادة، الشيء الذي جعل زاهي يرتفع الى ذات المرتبة كمحاور.