مطلوب وصفة لكي أنام نومة الكلاب!

TT

بعد أن قرأت ما كتبت أستاذة الذوق والرشاقة والأناقة شيرلي شلبي (ش.ش) عن كيف تتناول طعامك، وكيف تكون متحضرا، هذا بالشوكة وهذا بالشوكة والسكين، وهذا بالملعقة، فوجدت أنني أكاد لا استخدم كل هذه الأدوات في أي وقت، فاللحوم والطيور لا تهمني لأنني لا آكلها، والجمبري والأسماك لا استخدم معها لا شوكة ولا سكينة فغيري يقوم بنزع أشواكها، أما المكرونة فأنا أعرف جيدا كيف أتناولها بالملعقة والشوكة، فقد تدربت على ذلك شهورا في إيطاليا، وأما الشوربة فأتناولها كالشاي بلا ملعقة ولا شوكة ولا سكين. وأضيف إلى شيرلي شلبي أنني لاحظت أنهم في باريس يقدمون كوب الماء ناقصا كثيرا فسألت: فقالوا: لكي تطلب منا المزيد، أي لنكون في خدمتك! وأما الفاكهة فلا أظن أنني ألجأ لكل هذه الأدوات، همجية؟ لا. ولكن أحب أن أقضمها كما كان يفعل أبونا آدم وأمنا حواء في الجنة! ولا بد أن كثيرين تهمهم كل هذه التعليمات من السيدة (ش.ش) ولكن لي طلبا عندها، فأنا أرجو وأتوسل أن تتعب نفسها قليلا وأن تكتب لي، ولملايين مثلي، كيف ننام، ما هي مقدمات النوم، وهل ننام على الجانب الأيسر أو الأيمن أو الصدر أو الظهر، لقد كان صديقي العزيز يوسف السباعي ينام جالسا أو ينام على الأرض، وهو مثل كل العسكريين ينامون بسرعة، فالقاعدة عندهم: إذا جاءك النوم فاستسلم له فأنت لا تعرف متى ستنام بعد ذلك. وكان صديقي الشاعر كامل الشناوي لا يحلو له النوم إلا في السيارة، فكان يطلب منا قبل أن نعيده إلى البيت أن ننطلق إلى أي اتجاه فكنا نتجه من مصر الجديدة إلى الهرم فينام نوما عميقا، حاولت أن أنحرف بالسيارة لكي نعيده إلى البيت كان يصحو ويطلب أن نمضي حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت فهذا موعد السرير، فكان لا يأوي إلى فراشه إلا في ضوء الشمس.

وكان الإمبراطور نابليون ينام فوق حصانه في قلب المعركة! وكان الأستاذ توفيق الحكيم يضع عصاه تحت جبهته وينام عميقا وطويلا! وكان الشاعر إبراهيم ناجي إذا أخرج منظاره الأسود، أدركنا أن المنظار يقوم بدور اللحاف يسحبه على جسمه لكي ينام، وينام.

وعندي كلب لا يشبع من النوم، ولا يحلو له النوم إلا ملتصقا بذراعي أو بساقي، ولا أعرف من أين يأتي بهذا النوم الطويل العميق، وهذا الكلب مفروض أنه كلب حراسة، أي لحراستي، أي هو الذي يحرسني، ولست أنا الذي أحرسه، ولذلك انقله من سريري نائما إلى مكتبي ليستأنف حراستي في المنام!

وأرجو السيدة شيري شلبي أن تجد لي عندها وصفة سحرية ولا أطمع في أن أنام مثل كلبي، وإنما مثل بقية خلق الله!