حكومة حماس.. إن أعلنت!

TT

عدنا إلى نظام الحزب الواحد بعد انتخابات فلسطينية استبشرنا منها خيرا كثيرا.

عجزت حركة حماس عن تشكيل حكومة وحدة وطنية، وقاطعت كل الفصائل الفلسطينية بلا استثناء هذه الحكومة، ولذلك لا نعتقد في حال إعلانها أن عمرها سيطول.

حركة حماس تريد أن تدير الصراع الفلسطيني والساحة الفلسطينية ببرنامجها الغامض، وليس ببرامج منظمة التحرير الصريح والواضح، فالبرنامج الوطني الفلسطيني يتحدث عن دولتين وعاصمتين واعتراف متبادل، وبرنامج حماس غامض مشوش يرسل رسائل متناقضة لإرضاء أطراف متناقضة، من دون أن يدري أن مثل هذه الممارسة السياسية لا يمكن أن تنجح عند من يتحمل مسؤولية سلطة ودولة، بكل ما تعنيه من تنمية داخلية وشبكة علاقات إقليمية ودولية.

حاولت حركة حماس تطعيم تشكيلها بامرأة وبمسيحي. ولا ندري إن كان ذلك نابعا من قناعات حقيقية أم رسالة لأطراف خارجية، ولإظهار حركة حماس كحركة تقبل الآخر وتحترم النساء.

مشكلة حماس الكبرى أنها تريد أن تدير صراعا معقدا وقاسيا بطريقة تبسيطية، وبلغة تختلط فيها العاطفة بالعقل والشعارات الفعلية بالتقية السياسية، وهي تعيد إلى الأذهان تجربة فتح قبل نضوجها وما دفعته من ثمن سياسي كبير في تلك التجربة، فقد كان هناك فتحاوي مع صدام وفتحاوي مع الأسد، ولغة ناصرية مع مصر، ولغة محافظة مع الرياض، ونجحت تلك السياسة بشكل مؤقت ثم ارتدت وأدت إلى إيذاء فتح. وربما كان ما فعلته فتح عاديا إذا قيس بطبيعة التناقضات العربية في تلك المرحلة، لكن حماس تنسى أنها تدير صراعا لم يعد محليا، ودخلت فيه قوى دولية فاعلة، وقرارات دولية، ولجنة رباعية، واتفاقيات موقعة مع إسرائيل.

حكومة حماس إذا أعلنت فلن تستطيع أن تفعل شيئا. والمشكلة التي لا تريد أن تواجهها حماس هي قضية بسيطة. ماذا تريد حماس بالضبط