والله أعلم!

TT

عندك قليل من الصبر؟ إذن يمكن أن تتابع هذه المعلومات أو هذه التساؤلات، وقد تدربت أنا طويلا على مثل هذه المعلومات. نحن لا نعرف بالضبط ما هذا الكون الذي حولنا أو الذي نحن جزء متواضع منه، هناك نظرية تقول: إن الكون الذي تراه ليس إلا 10% من الكون، أما الباقي فهو (المادة السوداء)، أي المادة التي لا نراها، ونحن لا نراها لأنه لا ضوء يصدر عنها. مثلا في المجموعة الشمسية لا يوجد إلا الشمس وحدها هي التي نراها، أما الكواكب التسعة فهي مادة سوداء، فلا ضوء يصدر عنها، وهناك الثقوب السوداء، وهي مساحات هائلة من الكون بها جاذبية هائلة تبتلع كل ما حولها من ملايين النجوم، ولأن الجاذبية جبارة فإنها تبتلع الضوء الصادر عنها وبذلك تصبح مظلمة لا نراها، وهناك أجسام هائلة أخرى مظلمة أو خافتة الضوء مثل النجوم التي قاربت الموت وما لا نهاية له من النيازك والشهب والسحب الترابية والغازية، وكلها مادة سوداء. وهناك طريقتان لمعرفة وزن وكتلة هذه النجوم والمجرات في الكون وذلك بقياس الأشعة والطاقة الصادرة وتحويلها إلى كتلة. هنا فقط تعرف كم هي هائلة، وهناك طريقة أخرى بأن نعرف حركتها وسرعة حركتها وما يشدها، وبعملية حسابية نعرف بالضبط حجمها ووزنها أيضا. وكما أن هناك جاذبية هائلة هناك قوى مضادة للجاذبية، ففي الكون مادة ومادة مضادة وجاذبية مضادة. وكانت نظريات تقول إن الكون ثابت منضبط كالساعة تماما، وجاءت نظريات تؤكد أن هذا خطأ، فالكون لا يخضع لقانون واحد، وإنما هناك عدة قوانين ونظم تحكم الكون أو الأكوان، أو بعبارة أخرى نحن نقول هنا على كوكب الأرض إن 2+2=4، ونتوهم أن هذه حقيقة مطلقة، ولكن علم الفلك الحديث يقول لنا أنها ليست حقيقة مطلقة، فإن هذه العملية البسيطة في أماكن أخرى من الكون تصبح خطأ، وكما انه لا يوجد في الكون خط مستقيم وإنما كل شيء ينحني فكذلك لا توجد قواعد جامدة مطلقة، وإنما هناك مبدأ للاحتمال، وإذا كنا نستخدم كلمات مطلقة ومؤكد وحتمي وبديهي فهذه مفردات لا مكان لها في نظم كونية أخرى، ولم تعد كلمات: ربما أو يجوز أو محتمل دليلا على العجز عن الفهم وإنما هي دليل على الفهم وعلى أن منطقنا ليس هو منطق الكون كله، وعقل الإنسان ليس هو عقل الله (سبحانه). أقول قولي هذا وأنا أقلب نظرية فلكية جديدة تقول: إننا لا نعرف بالضبط أن هذا الكون الذي يتسع وتزداد سرعته، هل هي البداية أم هل هي نهاية التمدد الكوني ليسرع الكون في الانكماش والتقلص والعودة إلى أن يصبح ذرة متناهية الصغر والكثافة وليبدأ انفجار آخر وبداية أخرى. الله أعلم.