كيف يستعدون للكتابة؟!

TT

كل كاتب له طريقة في تهيئة نفسه للكتابة، أي اتخاذ الهيئة التي تجعله مستعداً للكتابة. بعض الكتاب يمضي في الغرفة ويدور حول مكتبه، وبعضهم يمشي خارج المكتب.

بعضهم يكتب واقفاً مثل الأستاذ العقاد أو جالساً إلى جوار المكتب بسبب آلام في المصران الغليظ. والشاعر الألماني جيته بسبب إصابته في العمود الفقري والمصران الغليظ، وكذلك الأديب الأميركي همنجواي والأديبة فرجينيا وولف.

والروائي الفرنسي بلزاك يضع إلى جواره دلواً من القهوة، والأديب د. هـ. لورانس يكتب عارياً، والأديب الفرنسي فكتور هيجو يطلب من خادمه أن يأخذ معه كل الملابس التي قد يحتاج إليها ولا يعود إلا ليلا لكي يكون هيجو عارياً على راحته.

والأديب الفرنسي جوستاف فلوبير يرتدي ملابسه الأنيقة ويضيء كل مصابيح البيت فيظن الناس أنه أقام وليمة، ويفاجأ الجيران بأن أحداً لم يحضر، وإنما هو الأديب يحتفي بنفسه لكي يكتب.

وكان السياسي والكاتب دزرائيلي يرتدي ملابس السهرة الرسمية ويضع الورود، ويقوم الخدم بإعداد الأطباق والأكواب والخمور ويتركونها للسيد دزرائيلي، فهم يعلمون أن كل هذا من أجل أن يدخل في الحالة النفسية المناسبة للكتابة!

وكان الشاعر الأميركي ادجار بو يضع قطاً على كتفه أثناء الكتابة. والأديب النرويجي ابسن كان يضع أمامه صورة للأديب سترندبرج وهو أعدى أعدائه، وكان يقول: إنما أردت أن أغيظه وهو يتفرج على إبداعي قبل نشره على الناس!

أما صديقي الأديب الإيطالي البرتو مورافيا فكان يكتب في الفراش لأنه أصيب بشلل الأطفال وهو صغير، وهو قد تعلم بعض اللغات الأوروبية في الفراش، وكانت زوجته الأديبة السه مورانته تضيق به، فكانت تدخل تحت السرير وتدق رجليه لتهز الآلة الكاتبة فلا يكتب!

ومن الغريب أن بعض الكتاب لا يكتبون إلا على ورق صغير في حجم مساحة الكف: العقاد وتوفيق الحكيم وإحسان عبد القدوس والتابعي وكامل الشناوي والشاعر إبراهيم ناجي، أما أمير الشعراء شوقي فكان يكتب على أي ورق يجده، حتى فوق علب الكبريت.

وفي ترجمة لحياة الأديب همنجواي يقول المؤلف: إن همنجواي عندما يتهيأ للكتابة فإنه يكتب بالقلم الرصاص وقد يمضي الليل كله يبري الأقلام حتى تصبح مثل نشارة الخشب ثم لا يكتب، وينام، وفجأة يقوم يكتب وكأنه قد حفظ ذلك في نومه!