الحقيقة المرة

TT

ليت القنوات الفضائية العربية التي تشحن الفلسطينيين وتشجعهم على مواصلة الانتفاضة وتغريهم بالنصرة وتمنيهم بالدعم، تقول الحقيقة ولا تستمر في خداع الفلسطينيين والمتاجرة بدمائهم أكثر من ذلك.

ليت هذه القنوات تقول للفلسطينيين ان احداً لن يتحرك، وان حجراً واحداً لن يصل الى اسرائيل من الخارج، وان الأنظمة التي تحرك هذه القنوات الفضائية ليست مستعدة حتى لإرسال كيلو لحم واحد الى الأراضي المحتلة لمساعدة الفلسطينيين على مقاومة الحصار الاقتصادي وسياسة الاغلاق والتجويع التي تنفذها حكومة شارون الارهابية.

ان هذه القنوات التي تحركها بعض الأنظمة تسيء الى الفلسطينيين لأنها تخدعهم وتغرهم وتضللهم وتتاجر بدمائهم التي تسيل كل يوم.. بينما يقفون هم بعيداً ليصفقوا ويهتفوا ويغنوا ويلقوا القصائد الحماسية من استوديوهات التلفزيون ثم يعودون الى بيوتهم من دون ان يتعرضوا لخطر القصف، ويرسلون اولادهم للمدارس وهم متأكدون من عودتهم، ويسمحون لزوجاتهم بالخروج الى السوق والتبضع وهم يدركون تمام الادراك عدم وجود أي خطر يتهدد سلامتهم.

ان العرب لا يملكون حق تأييد قرار المقاومة والانتفاضة الذي اتخذه الفلسطينيون، لأنهم عاجزون حتى الآن عن تقديم أي دعم حقيقي لهذا القرار.. كل ما يحق لنا كعرب في هذه المرحلة، هو ان نتعاطف مع الانتفاضة ونحاول ان نوصل صوت الفلسطينيين الى الخارج حتى لا يبقى العالم ينظر الى قضيتنا بعيون شارون وعصابته من الارهابيين وقطاع الطرق الذين يحكمون اسرائيل الآن.

ان أية قناة لا تملك حق تأييد الانتفاضة فضلاً عن الدعوة لاستمرارها، لأن احداً لا يملك ان يدعم الفلسطينيين، ولأن لا أحد يدفع فاتورة هذا القرار سوى الفسلطينيين وحدهم.

الفلسطينيون يتعرضون للقتل مرتين، مرة على يد الاسرائيليين الذين يسفكون دماءهم ومرة عن طريق بعض الأنظمة التي تتاجر بهذه الدماء.. انها الحقيقة المرة.