عملية حزب الله .. لماذا؟

TT

عملية حزب الله ضد اسرائيل لها اكثر من قراءة سياسية، فربما تُفسر كنوع من عملية ارباك اسرائيل وجرها الى اكثر من موقع، وارسال رسالة الى القوى الكبرى بامكانية انتشار العنف والحرب في ظل حكومة شارون المتطرفة. وقد يقرؤها آخرون كخطأ في التوقيت، حيث يتورط شارون يوماً بعد يوم في عملية مواجهته للانتفاضة، وحيث يفشل في تنفيذ وعوده الانتخابية بأنه سيقمع الفلسطينيين وسيفرض عليهم الأمر الواقع ويركعهم. وهنا تمثل عملية حزب الله انفراجاً لأزمة شارون من خلال توسيع دائرة المواجهة التي قد تربك الفلسطينيين، وتحول التركيز الدولي على الوضع في الاراضي المحتلة، وحيث تستغل اسرائيل مثل هذه العملية للظهور مرة اخرى بمظهر الضحية، وليس بمظهر القاتل.

للقراءتين مبرراتهما، فهناك من يعتقد بأن توسيع دائرة المواجهة سيخفف الضغط على الفلسطينيين، وسيقوي روحهم المعنوية في المواجهة، وسيعطي لاسرائيل درساً بأن هناك اوراقاً اقليمية ضاغطة في ظل عناد حكومة شارون، وسيخيف المجتمع الاسرائيلي المتأزم من احتمال مواجهة وحرب شاملة في المنطقة، وهو ما سيدفع الناخب الاسرائيلي الى اعادة النظر في موقفه تجاه شارون.

اما القراءة الثانية فتعتقد ان المواجهة الاسرائيلية الفلسطينية ستحرج شارون وحكومته يوماً بعد يوم، وان التركيز على هذا النوع من المواجهة بين دولة تملك احدث الأسلحة وبين مدنيين عزل، سيوسع دائرة التعاطف الدولي مع الفلسطينيين، وسيجعل وعود شارون الانتخابية على المحك وبشكل مباشر، وان توسيع دائرة المواجهة ستخدم سياسة شارون وتعطيها مرونة في التحرك.

مهما كانت التحليلات والاختلافات في التقييم، فان السؤال القديم ـ الجديد ما زال قائماً: هل يتحرك العرب بالتنسيق بينهم؟ وهل هناك علاقة ما بين عملية حزب الله وبين الرؤية الفلسطينية لطبيعة المرحلة؟ وهل هناك تنسيق لبناني ـ سوري، او تنسيق سوري ـ فلسطيني؟

ام ان هذه العمليات والتحركات هي اجتهادات وتحليلات خاصة بكل طرف؟

الاجابة على هذه التساؤلات هي وحدها القادرة على الاجابة على محاولة تقييم عمليات حزب الله ضد اسرائيل.