أدب الأظافر الطويلة.. تعرت تماما ولا يراها أحد؟!

TT

لم تستطع الأديبات المصريات أن يجارين أديبات سورية ولبنان وفرنسا في الحديث عن الحرية الشخصية، الجنسية مثلا، وإنما انشغلن بما هو أسهل وأسلم: الحرية السياسية، وهي أدنى درجات الحرية، ولذلك لم تلق لطيفة الزيات حفاوة كبيرة، وإنما كعادة الشيوعيين فهم ينفخون في أي شيوعي حتى لو كان بلا موهبة، فالمهم عندهم أن يزيدوا واحدا أو واحدة، وأن تكون مظاهرة، وأن يكون احتجاج على الحاكم وعلى المحتل، وفي هذا المجال برزت لطيفة الزيات، ولكن لم تكن موهوبة، ولا كان الطبل والزمر من أجلها عملا فنيا، ولم تدخل مجال الأدب وإنما حشروها بسرعة في مجالات السياسة الهامشية.

وكان من الممكن أن تقفز الدكتورة نوال السعداوي إلى الصفوف الأولى، فهي طبيبة تعرف الكثير، وعبارتها قوية، وجريئة أيضا، وهي التي اختارت أن تصدم الناس بهذه الصورة، أي بالصورة التي اختارتها هي، والذي تقوله نوال السعداوي صحيح، ولكنها اختارت أن تكون مزعجة مع أنها ليست في حاجة إلى ذلك، والفرق بينها وبين لطيفة الزيات كالفرق بين واحدة ارتدت فستانا قصيرا قديما، كالعمال والفلاحين، وبين واحدة ارتدت فستانا قصيرا شفافا لا يخفي ما تحته، لأنها حرة ترتدي ولا ترتدي إلا ما يعجبها ويؤكد حريتها، ومعها كل الحق في أن تكون حرة، ولكن أن تكون حريتها فقط أن تتعرى وأن تلعن كل من يعترضها أو يعارضها وهذه غلطتها، وهي لذلك فقدت قضيتها، وخسرت الكاتبة احترام الناس لها في مصر، وإن كانت قد كسبتهم في أماكن أخرى من العالم!

وقد ذهب الناس في نقدها إلى تجريحها واتهامها بالجنون، أما أنها مجنونة فليست كذلك، ولكن أمام الأسلوب الجارح الذي لجأت إليه دفاعا عن نفسها، واجتراء على الناس، كان لا بد أن تستخدم أسلحة أعنف وأن تلجأ إلى بلاد أخرى تنصرها على أهلها، وهي في أوروبا وأميركا ليست جديدة ولا حتى جريئة، فالذي نراه خارجا علينا، ليس كذلك هناك، وإنما هم ينظرون إلى نوال السعداوي على أنها تقدمت مجتمعها وأناسها وأهلها، وهي التي تقدمت وأهلها متخلفون.. نلهث وراءها أو نضربها بالطوب!

فحماسهم لها تشجيع لتحرير المرأة من ربقة الرجل، ونوال السعداوي حرة تماما، ولكن لم تعد لها معركة الآن، فقد انصرف الناس عن كلام لها اقرب إلى الشتيمة.